استشهد صباح يوم الاثنين الموافق 04 يوليو 2016م الشاب محمد سالم محمد عرازة بن عبد الصفي، وينحدر الشهيد من قبيلة بني مصطفى منطقة العرقوب خميس المسلمي ناحية معربان مديرية يهر يافع. الشهيد من أسرة فلاحية فقيرة، في مطلع العشرينيات من العمر، شارك منذ انطلاق الحراك الجنوبي في عدد من المسيرات والاعتصامات السلمية التي كان يحييها الحراك الجنوبي وكان في ذلك الوقت طفلا صغيرا. ومنذ أن شنت الحرب على الجنوب العام الماضي من قِبل الحوثيين والعفاشيين كان من أولائل الشباب الذين تصدوا للغزاة ببسالة ولم يبرح جبهات القتال حتى استشهاده، حيث ظل متنقلا بين عدة جبهات في عدن ولحج للدفاع عن الدين والوطن حتى استشهد رحمه الله صباح أمس الاثنين في جبهة ذباب بمنطقة باب المندب. الشهيد خرج كغيره من الشباب الذين يحلمون بمستقبل مشرق، أصروا إلا أن يحرروا الوطن من براثن الاحتلال والفساد وينشدون وطن آمن ومستقر تتوفر فيه وسائل الحياة الضرورية على الأقل، ولكن القدر وافاه قبل أن يرى ما ناضل من أجله. هكذا هم الشهداء الذين يجب أن نكرمهم ونحترمهم ونكرم ونحترم أسرهم، يعانون من أجل أن نرتاح، ويموتون من أجل أن نعيش. يجب أن ننحني إجلالا وإكبارا لمثل هذا البطل الذي نزل من منطقته في يافع إلى العاصمة عدن للدفاع عن دينه ووطنه وهو لا يمتلك مصروف يومه، كيف لا ونحن كنّا نشاهده يجاهد ويقاتل ويتنقل من جبهة إلى أخرى حافي القدمين يكابد الجوع والعطش يعاني من السهر وتقلبات الجو يفترش الأرض ويلتحف السماء من أجل الانتصار للدين والوطن. محمد بن مصطفى هو من أسرة مناضلة منذ القدم قدمت الشهيد تلو الآخر وعلى رأسهم الشهيد المناضل العزيز الذي لم ولن ننساه ما حيينا "علي راجح ناجي" الذي استشهد في مطلع السبعينيات في جبهة ظفار. كما أن والد وأقارب الشهيد لم يتخلفوا يوما عن كل الحروب والمواجهات التي خاضها الجنوب، فكانوا ومازالوا من السباقين إلى ميادين الشرف والتضحية. حيث وارى جثمانه الثرى قبل قيل في مقبرة بمنطقة معربان مسقط رأسه رحمه الله نسأل الله له الرحمة والمغفرة وأن يسكنه الفردوس الأعلى.