عندما يقهقه المقهقهون في وجه الناجحين فهذه علامة من علامات النجاح التي لا نظير له ، فعدن تحررت وقاد تحريرها فتية بعمر الورد ، وكان الفتية يستمدون النصر والعون من الله ، وكانت انتصاراتهم تبهر المراقبين ، فقهقه المقهقهون لتخذيل الفتية فازداد حماس الفتية فعقدوا العزم على النصر وتطهير الجنوب كل الجنوب فزادت قهقهة المقهقهين ، وازداد الحماس فتحررت عدن في أيامٍ قلائل ، وسار التحرير نحو أبين ولحج فكان التحرير ، وتمدد الفتية في كل جنوبهم الحبيب حتى تحرر الجنوب واستمر المقهقهون يهتفون للوهم الرابض تحت تراب صنعاء ، فوضعت مداميك السلطة في عدن ولحج وأبين وشبوة وحضرموت والضالع وهناك في البحر في المكان البعيد في سقطرى ، فكانت السلطة جنوببة خالصة فقهقه المقهقون كالقرود المرعوبة ، واحتفلت عدن بيوم نصرها المجيد ، وكانت قياداتها تختفل مع فتيتها في شوارع وحارات عدن ، فقهقه المقهقهون من مكان بعيد ، لأنهم لا يستطيعون الدخول إلى عدن إلا بالبطاقة ، ولأن الفتية قد قرروا طرد الدخلاء على عدن ، فزادت قهقهة المقهقهين ، واحتفل الجنوبيون بنصرهم ، ولا يبالون بالوضع الذي هم فيه ، فهم يرددون سنحتفل تحت نور الكهرباء أو في ظلام الليل ، سنحتفل في حضرة البنزيت والديزل أو بدونه ، سنحتفل مع الماء وإذا انقطع علينا سنشرب من عرق جبيننا ، وسنحتفل بجوار شمسان وصيرة ، وأنتم قهقهوا بعيدا عنا . لا نريد رؤيتكم ولا نحب سماع حديثكم ولا قراءة كتاباتكم ، لأننا مشغولون بالاحتفال ، فقهقهوا على جثث قتلاكم ، واحتلال دياركم ، كم أتعجب منكم ، تلوموننا لأننا نحتفل في الظلام وفي ظل انعدام الخدمات ، وأنتم مازالت مدنكم وقراكم تحت القصف ليل نهار ، إننا نحتفل لأنتا تحررنا وكل شيء سيأتي وكل شيء في أوانه حلو ، أما أنتم فقهقهوا فالحرب ليست لكم ، فأنتم هكذا استمرأتم الذل والهوان ، فقهقهوا حتى تنفجروا من حقدكم ، أما الفتية وقياداتهم فقد احتفلوا ، فكان احتفالهم كنصرهم ، وسيحتفلون عما قريب بعودة الخدمات إلى مدنهم وقراهم التي عرفوها قبل أن تسمعوا بها . فقهقهوا حتى نسمع ضراطكم وحينها ستصمتون خجلاً من ضراطكم ...