لكل مقام مقال، ولكل زمن رجال ، فأنتم رجال المرحلة، يا من قدمتم خير الرجال، وسطرتم أروع بطولات النصر، وسمع عنكم الصم و البكم،حتى اهتزت رواسي الأرض من صداكم . أيّها الأحباب في أرض الجنوب الطاهرة ، يا عشاق الحرية، يا من رسمتم لوحة الشرف على جدران العرب . لم يبقى أمامكم اليوم إلا أن ترسموا أبرز التضحيات على طريق من بقي من عشاق النصر وصانعي الرجال بالأمن والأمان . لأنه لا يستطيع أي شعب مسايرة الحياة والعيش الكريم إلا بالأمان. لولا الأمن والأمان لأصبحنا قبائل وعشائر ودويلات تتناحر فيما بينها . أمِنوا ما استطعتم استجلابه من الوحوش آكلي البشر ومصاصي الدماء يأمن أهلكم، اجعلوا لباسكم الأمن، ساندوا العيون الساهرة، بكل حرف وكلمة وجملة . يقول عزّ وجل : ( الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ ) كما أن المحبة والأخوة والتَراءف بين المنتصرين وأصحاب الحق من الأولويات. وقد حثنا رسولنا الكريم بقوله : (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه) . إمّا أن نظل نتحدث عن بطولات عفوية وخزعبلات عمياء، ومهاترات عفى عنها الزمن وفلان وزعطان وعِلان، حينها سيغرق الكل في بحر المناكفات. إن أردتم الأمن والأمان، أبتعدوا عن القيل والقال ، ابتعدوا عن أبو فلان أو أبو علان ، ابتعدوا عن العنصرية والقبلية،والعنجهية،والجهوية،والحزبية والإرتجالية. ابتعدوا عن قول هؤلاء تبع عطان أو زعطان،ابتعدوا عن قول المسميات الهوجاء التي زرعتها القبائل اليمنية المتخلفة في أرض الجنوب الطاهرة.
اليوم وعلى قارعة والطريق ، الكل يتساءل وقلبه ينبض بالأمل، بعد أن قدم الجنوبيون الغالي والرخيص من أجل تطهير الأرض من دنس الطغاة. كم نتعشم خيراً في بناء الأرض وإعادة الإنسان ، ورسم التاريخ من جديد وتجديد الهوية و بعد أن سرقت من قِبل لصوص الفيد والنهب والسلب. لقد أصبحنا في زمن العولمة ،زمن التكنولوجيا، زمن الجيل الجديد،الذي لا يعرف إلا عصر الأمن والأمان عصر النهضة ، عصر التقدم عصر الثقافة،، عصر الثروة، عصر التعليم عصر الخدمات،عصر متطلبات المجتمع. وكل هؤلاء الموجودين "حاليا ً في عالمنا اليوم يقول لسانهم : (إذا أردت معرفة سبب تخلف أي أمة متقدمة ستجد شعارهم عودوا إلى القدماء ) لكن الزمن يقول: لكل 'مقام مقال ، ولكل زمن رجال،ونحن رجال المرحلة القادرون على حفظ الأمن والأمان وتحويل عجلة الزمن من التعيس إلى السعيد ،ومن الفشل إلى النجاح،ومن الشر إلى الخير، ومن الأسود إلى الأبيض،ومن الظلمات إلى النور. لقد هرم الكل "وشبع' الشعب من مخلفات زمن الماضي،وزمن المناطحة وانفتح الصبح بوجهه المشرق بشمس الحرية الساطعة على جبين الأبطال .
أيها الأحبة في أرض الجنوب الطاهرة عليكم نسيان زمن الاستفحال والنظر في الزمن الحاضر، لا يمكن أن تقوم لنا قائمة،إن لم نبدأ بتثبيت الأمن. بالأمن تأتي الكهرباء، بالأمن يأتي الماء،بالأمن تتوفر كل متطلبات الحياة. لا تستطبع أن ترفع حجرة واحدة إن لم يكن هناك أمن وأمان يضمن حياة المواطن البسيط. يقول الشاعر: وما نيل المطالب بالتمني ولكن تؤخذ الدنيا غِلابا. وأخيراً،يجب أن يصوم الكل مرتين، مرة لله عز وجل ومرة أخرى نصوم عن كف المناكفات والتناحر السياسي فيما بيننا . ونقوم ببناء الأرض، ورسم شعار الأمن في كل حارة وبيت من خلال توعية المجتمع الجنوبي،بثقافة الحب والإخاء،والتصالح، والتسامح، وبناء بلد يليق بنا وبالأجيال من بعدنا. فعصر النهضة يتطلب جيل جنوبي جديد صاعد مبتسم بثقافة الحب يتطلع لبناء وطن مشرق،يراه الكل مثل بريق السيف على الأفق .