فوجئت جماعة أنصارالله الحوثية وحليفها الرئيس السابق علي عبدالله صالح بردّات الفعل العاصفة محليا وإقليميا ودوليا على خطوة إعلان الطرفين تشكيل مجلس سياسي لإدارة شؤون البلد، والتي عدّت بمثابة خطأ سياسي فادح وقفزة في المجهول تحبط مسار السلام الجاري برعاية أممية وتضع اليمن في مسار حرب مفتوحة. واعتبر متابعون للشأن اليمني أن من شأن هذا القرار المفاجئ أن يرتدّ على أصحابه ويكرّس عزلتهم. وفي أوّل النتائج المباشرة لتلك الخطوة إعلان حكومة الرئيس عبدربه منصور هادي الشرعية المدعومة من التحالف العربي انتهاء المشاورات السياسية التي تحتضنها الكويت، معتبرة تشكيل المجلس المذكور بمثابة انقلاب جديد. ومن جهتها اعتبرت الأممالمتحدة ممثلة بمبعوث أمينها العام إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد أن اتفاق الحوثيين وحزب الرئيس السابق علي عبدالله صالح على تشكيل مجلس سياسي لإدارة البلاد “يعرّض مشاورات السلام في دولة الكويت للخطر”. وأضاف ولد الشيخ في بيان أن “هذا التطور لا يتماشى مع الالتزامات التي قطعها أنصارالله والمؤتمر الشعبي العام بدعم العملية السياسية التي تتم بإشراف الأممالمتحدة”. واعتبر أن “الإعلان عن ترتيبات أحادية الجانب لا يتسق مع العملية السياسية، ويعرّض التقدم في محادثات الكويت للخطر، كما أنه يعد خرقا واضحا للدستور اليمني ولبنود المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية”. وتابع “كما يشكل هذا الاتفاق انتهاكا قويا لقرار مجلس الأمن الدولي 2216 الذي يطالب جميع الأطراف اليمنية، ولا سيما الحوثيين، بالامتناع عن اتخاذ المزيد من الإجراءات الانفرادية التي يمكن أن تقوّض عملية الانتقال السياسي في اليمن”.
أنور قرقاش: مجلس وهمي يعكس السذاجة السياسية لمؤسسيه
وصدرت أقوى ردّات الفعل على خطوة الحوثيين وحزب صالح عن الاتحاد الأوروبي الذي طالب متحدث باسمه في تصريح لوكالة الأنباء الكويتية طرفي الانقلاب بالامتناع عن جميع الأعمال الأحادية التي تنتهك المبادرة الخليجية، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة. وأكد المتحدث أن من شأن تلك الأعمال أن تقوض بصورة أكبر فرص التوصل إلى تسوية سياسية دائمة وشاملة للأزمة اليمنية، لافتا إلى أنّه “في الوقت الذي نشهد فيه تصاعدا للأزمة في الأيام الماضية، فإنه من المهم للغاية في هذه المرحلة أن تنخرط جميع الأطراف بحسن نية من أجل التوصل إلى تنازلات صعبة دون أعمال استفزازية”، ومشددا على أنّ التوصل إلى تسوية سياسية شاملة متفاوض بشأنها في إطار قرارات مجلس الأمن هو السبيل الوحيد لاستعادة سلطة الدولة وإتاحة التحرك بشكل حاسم لمكافحة الجماعات الإرهابية، وتقديم المساعدات لتخفيف معاناة الملايين من المدنيين في اليمن”. وخليجيا هاجم وزير الشؤون الخارجية الإماراتي أنور قرقاش تشكيل متمرّدي اليمن لمجلسهم السياسي الجديد واصفا إياه ب”المحاولة اليائسة لمن انقلب على النظام الشرعي وساق اليمن إلى العنف”، قائلا في سلسلة تغريدات له على موقع التواصل الاجتماعي تويتر “إن مراوغتهم في دولة الكويت تعرّت من جديد”. وأضاف الوزير الإماراتي “أن بيان تشكيل المجلس السياسي الذي أصدرته ميليشيا الحوثي والمخلوع صالح أشبه بورقة التوت التي لن تخدع أحدا، فالتمرد والانقلاب سبب الحرب والحديث عن تغطية دستورية مهزلة جديدة”. وأكد أن “المجتمع الدولي يدرك تماما أن الحوثي الذي يمثل أقل من واحد بالمئة من اليمنيين أدمن السلطة والمال والجاه، وأن المجلس السياسي الجديد يصب في هذا السياق”. وقال قرقاش أيضا “إن الحوثي بخطوته الجديدة وتشكيل مجلسه الوهمي يستعرض سذاجته السياسية من جديد”، مضيفا “أن المجلس السياسي تخبط جديد يدفع حسابه اليمنيون”.