بقلم / الباركي الكلدي عند ما خرج شعب الجنوب إلى الساحات كان مطالباً ببعض الحقوق والمساواة مع أبناء الشمال وإعادة المسرحين قسراً إلى وظائفهم بعد سيطرة الجيش اليمني على البلاد في صيف 1994م فكان الرد من زعماء الحرب في صنعاء قاسياً والتي لم تعرف إلا لغة الرصاص والسحق لتلك المطالب المشروعة بمجنزرات الدبابات وتحويل المدن وشوارعها وساحاتها في الجنوب إلى انهارا من الدماء لتعلن معها اكذوبة الوحدة والشراكة بين الشعبين . رفع شعب الجنوب سقف مطالبه للتحرير والاستقلال وإستعادة دولته المحتله بتمثل المكونات والهيئات الثورية التي حملت على عاتقها مطالب الشعب ومشروع التحرير الوطني الجنوبي . فخاض الاحتلال اليمني حرباً قذرة ضد الشعب الجنوبي والعمل على اختراق المكونات وتقسيمها .. وبالرغم من كل التضحيات والدماء والآلام التي أصابت كل بيت في الجنوب .. وبالرغم من كل الدمار والمعاناة لم يقرر شعب الجنوب الاستسلام أو التراجع عن أهداف الثورة الجنوبية خرج الشعب مطالباً بالتحرير واستقلال يمثل قضيته شهدائه الذي تعهد بالسير على ما سقطوا من أجله ويرفع صورهم في كل شارع ومدينة ونحن نشاهد اليوم وفي الوقت الذي أصبح لدينا الامكانيات المتاحة للدفاع عن الثورة وعن الدماء التي سالت لأجل تحقيق أهدافها الوطنية وحماية المشروع التحرري التي حملته مكوناتها الشعبية . نشاهد اختفاء مكونات الثورة الجنوبية في الوقت الذي يجب ان تظهر وتفرض أمر واقع على الأرض وتسعى لصياغة مشروع سياسي توافقي للتحرك في الوقت الراهن التحدي الأكثر أهمية أمام الحلول للأزمة اليمنية وفقا للمصالح التي تناقش وتتحاور عليها الأحزاب السياسية في اليمن والقوى الإقليمية والدولية دون اعطاء الجنوبيين أبسط تمثيل لقضيتهم . فلا يمكن لشعب الجنوب أن يحقيق أهداف الثورة الجنوبية إلا إذا تداعت كافة مكونات الشعب والخروج بحامل سياسي يدفع بالحركة السياسية الجنوبية إلى الأمام ووضعها القضية الأساسية في الأزمة اليمنية وجعلها تتجاوز الحالة العفوية والبساطة التي طغت عليها من جراء الخروقات التي استهدفتها بزرع الفتنة الخلافات . أن شعب الجنوب منحته الظروف الصعبة الإرادة والصلابة والإصرار على النضال وحب التضحية والتمسك بمطالب هويته الوطنية فلا يجب ان يخدع شعب الجنوب باوهام القيادات التي لا يهمها غير تنفيذ المشاريع الصغيرة وتصدير الإبر المخدره لتفويت الفرص التاريخية على فرض قرار التحرير والاستقلال . هناك مبادرات لبعض النخب السياسية الجنوبية في إيجاد حامل سياسي من ضمنهم الدكتور علي الزامكي وبعض الاخوه يبذلون الجهود للم الشمل والتقارب والتوافق على تشكيل لجان للتنسيق لهذا الحامل السياسي فادعو الجميع إلى التكاتف معهم والسعي لإنجاح مبادرتهم ان على شعب الجنوب أولاً تفويض قيادات السلطة المحلية الرعاية والتبني لهذا الحامل الساسي وخروجه إلى النور ممثلا لقضية شعب الجنوب وفرضه على السلطات المحلية فرضاً شعبياً . ثانياً فرضه على الإقليم والشرعية والتحالف المشروع السياسي الذي يمثل مكونات الشعب الجنوبي يعمل على رفع جدار العزلة عن العالم الخارجي وكسر حاجز الخلافات التي أصبحت شماعة يعلق عليها تأخير القضية الجنوبية والتمسك بأشخاص لا يمثلون إلا أنفسهم ومصالحهم الشخصية على شعبنا الجنوبي ودماء شهدائنا أن الحرية تصنعها الشعوب بارادتها وليست بأن تنتظر من يمنحها اياها فهل نرى نجاح مبادرة جديدة للخروج بحامل سياسي يستطيع توجيه بوصلة قضيتنا حيثما يريد شعبنا الجنوبي وليس توجيه شعبنا حيثما يختار الأخرون ؟