بقلم / الباركي الكلدي الاحد 26 مايو 2013م شكلت الحركة الاحتجاجية في الجنوب العربي نموذجاً من العمل الثوري أسهمت فيه نخبة من القيادات الميدانية ليصبح ربيعاً ثوري في مختلف البلدان العربية البعض منها حققت أهدافها في اسقاط انظمتها والبعض لا زالت تدفع فاتورة النضال الوطني بتقديم التضحيات الجسام من أبنائها، ولازال الشعب الجنوبي يخوض النضال السلمي في إرادة شعبية وعزما ثوري لنيل الحريه والاستقلال، ورغم كل التآمر على القضية الجنوبية وفرض العقاب على الشعب الجنوبي من قبل الخليج والاقليم كجزاءه حيال مطالبة التحررية في استعادة دولته المحتلة، والتي تراها تلك الدول سبباً في إنتشار شرارة الثورة الى الربيع العربي فمورس التعتيم الإعلامي على المظاهرات والفعاليات التي تقام على الساحات الجنوبية، وخرجت تلك الدول في مبادرتها عند توتر الوضع بين رموز النظام اليمني على تقاسم السلطة والثروات في الجنوب دون ادنى مسئولية او احترام لحقوق ابناء الجنوب وإرادتهم الشعبية، واستخدم النظام اليمني بعض الجنوبيين وبتأييد الدول المبادرة لما يسمى الحوار الوطني ممثلين عن شعب الجنوب وقضيته والذي كانت علامات فشل هذا الحوار من الجلسة الاولى التي رفع فيها الجنوبيين الاعلام الجنوبية والمطالبة في استعادة دولة الجنوب ،وها نحن نتابع مجرياتها وقد أصبحت مسخرة ومكان استهزاء قد يسيئ في الأول والاخير لمقام الأمين العام للأمم المتحدة ولمجلس التعاون الخليجي في التخلي عن الامانة والعدل والمسؤلية التاريخية التي يسجلها التاريخ بدماء الشهداء الأبرياء وتضل في رقابهم الى يوم الدين .إن شعب الجنوب حدد خيارا لا رجعة عنه فمهما كانت المؤامرات واستغلال النفوذ والانتهازية وجر بعض القيادات نحو المشاريع المنتقصة من الحق الجنوبي المسلوب. ونحذر من اندفع الجنوبيين وتسابقهم على المقاعد القيادية في مرحلة تؤدي بنضالهم الى الافلاس النضالي وفقدان رصيدهم الثوري، أن العمل على الخلط بين العمل الثوري والسياسي سوف يغرق القضية في بحر الخلافات المدمرة لما بناه شعب الجنوب طول ثمانية اعوام، أن الثورة تحتاج لرجال أشداء وهمم ماضية وعزائم متقدة تعمل معا بجد وإخلاص ضمن مناهج ووسائل وطرق تبدأ من مظاهرة وتنتهي بحمل السلاح، بالاعتماد على حسن التنظيم وعمل الجماعة. والثورة وسيلة للبناء وليست غاية ولا يمكن أن تكون أداة للهدم. لكن السياسة علم وفن والخوض فيها يحتاج إلى مقدمات وأساسيات فلا يعقل أن ياتي بالقيادات الثورية من الميدان كي تفاوض سياسياً أو تنصب نفسها في مقاعد ليس من مؤهلاتها وليس لديها الدراية بالعلوم السياسية فتصبح القضية الجنوبية لا تختلف عن الدولة التي يرأسها شيخ قبيلة . بل يحب أن نجعل تضحياتنا حبا لأجل الرقي بالوطن وليس منن منا بما نقدم من واجب وطني تجاه حرية وطننا المحتل فنتمنى من جميع القيادات العودة إلى العمل الثوري قبل يفوت الأوان و حفاظا على سير الثورة بالاتجاه السليم نحو تحقيق الأهداف التحررية