لم أتمكن من حبس دمعتي لدى مشاهدتي حفل افتتاح الأولمبياد ليس فرحاً كنت أشاهد، وهو حقاً يستحق الفرح والبهجة والسرور فالرياضة عموماً والألعاب الأولمبية خصوصاً وهي متوارثة من زمن البشرية الغابر العتيق، ويعيد الاعتبار إلى الكائن البشري وتكشف إنه ليس بالضرورة مفطوراً على البشر والأمم والقتل والعدوان. وقادر على صناعة النجاح الفرح الخير والجمال. المشاهد الساحرة التي كان يصنعها أطفال وشباب وكهول من الجنسين تجبرنا على المقارنة بينما تعيشه وتنجزه الشعوب والأمم، وبين ما نعيشه ونعجز عن إنجازه في بلادنا، نبقى أسرى ماضينا وأمجاده، نبكي على الأطلال وتارة نرقص، بينما العالم من حولنا يواصل تقدمه العلمي والحضاري، مبتكراً الإنجاز تلو الإنجاز.
بعضنا يكفر تلك الشعوب والأمم ويسخر منها ومن نمط عيشها ويصرف جزءاً غير يسير من وقته باحثاً عن سلبياتها ومثالها، بينما يستخدم كل ما تصفه وتبتكره، من ملعقة الطعام وفرشاة الأسنان وصولاً إلى الكمبيوتر والايفون ترى .. لو استعدنا من السلف الصالح ما يتجاوز طريقة اللباس والشراب والخلاف حول جنس الملائكة، إلى استعادة الإنجازات الكبرى في الطب والفلك والهندسة والعمارة والحساب، أما كنا في مقدمة الشعوم المتقدمة؟ ترى.. لو أخذنا من الشعوب والأمم الأخرى مضامين منجزاتهم، ولم نكثف بالقشور، أما كنا الآن نضاهيها علماً وفكراً ومعرفة؟ ألم يحضنا ديننا على طلب العلم ولو في الصين؟ أرى أطفال العالم متبهجين فرحين، يرفلون بالملابس المبهجة والضحكات المشعة وأتذكر أطفال عدن ولحج والضالع وأبين وشبوة وحضرموت والمهرة وسقطرى (أطفال الجنوب عموماً) الذين ينتظرون مخلصهم منذ ألف دمعة وقرن بكاء.
لا أحب الإثقال عليكم بالمزيد أعزائي القراء بالمزيد فلا ينقصكم من الهم شيءً لكن أُمني النفس لو كل واحد منا يبدأ من الآن تعليم أطفاله معاني الحب والفرح والخير والجمال والتسامح وتقبل الرأي والنقد وتقبل الآخر والاعتراف به.. ويبرز لهم أهمية الأدب والثقافة والفنون والرياضة وسواها من أمور، تخفف من عنف الكائن البشري وتجعله غير قابل بالسير على خطى جده قابيل؟؟
أشاهد الاولمبياد الساحر المدهش المبهج.. وأبتهل إلى من لا يوصد أبواب الرجاء، أن يتوقف اولمبياد الدم في بلادنا المنذورة للحروب والعذابات.