المسؤول الكبير في جماعة الحوثي المدعو صالح ( الصماد)، وهو بالمناسبة أحد صناع مشاكل هذه البلاد، وأحد مهندسي انقلاب الحوثة مع حليفهم صالح على الشرعية، وعلى الرئيس هادي، بما حمل كل ذلك من المترتبات الفظيعة، ومنها غزو جنوب البلاد، وتعذيب أهله، وتدمير بنيته، وقتل المئات من رجاله، ونسائه، وشيوخه، وأطفاله.. هذا الرجل ( الكارثة) اتحفنا امس الأحد بقاصفة في ميدان السبعين، لدى مخاطبته الحشود (أبو ألفين وحبة دجاج)!! التي قيل إنها اجتمعت لتأييد الاجراءات الانقلابية، وآخرها تشكيل المجلس السياسي في العاصمة المغتصبة صنعاء.. قال أمس إنه مع تحالف الانقلابيين قد اصبحوا مستعدين تماما، ومقتنعين حتى الفدائية.. بعد كل أفاعيلهم بالوطن والإنسان اليمني ليضحوا بالبلاد كلها (اضحكوا لو سمحتم، ولو من باب القبيلة، وجبر الخاطر يمعنى) من أجل ماذا يا أستاذ طالح، عفوا أقصد صالح القرماد، الصلاد، قال: كل ذلك من أجل الوطن!! الله يرحمك يا وطن !! ألا يكفينا علي عبد الله صالح ومرمطته بالوطن منذ أكثر من ثلاثين عاما ؟ مصيبة !! أصبت لحظتها، ولأول اجالة للفكر بحالة من الاندهاش، والارتباك، وعدم السيطرة، خفت ان يسألني أحد الفضوليين مثلي، فيظهر جهلي الذي كشفه لي بروفيسور الكذب والدجل (الصماد) . تلفت إلى من حولي بوجل.. بدا الأمر للوهلة الاولى ثقيلا كثقالة الجملة المروعة.. شعر الناس بفظاعة جهلهم، هكذا هم احسوا.. تساءلوا دون تفكير : هاه؟ سيضحي بالبلاد كلها من أجل الوطن؟! كيف هذا؟! وبدأت الأسئلة تتطاير.. هل نحن جهلة..؟! من يستدعي لنا سقراط من مدفنه ليفسر لنا الأحجية ؟! فسر يا سقراط !! وانتشر الخبر الحائر عبر الرسائل الإلكترونية، وفي المواقع.. يا أمة ضحكت من جهلها الأمم !! قلت: لكن هذا في قمة حسن الظن .. والحقيقة الرجل ليس بجاهل.. لقد اضطرب الكذاب فقط فأضاع هذه المرة الباب.. وخبط خبط عشواء.. مسكين !! يبدو أنه كان متكئا على الألفي ريال في كرش القبيلي المتخم باللحم المجمد، والكدم المعفنة !! فانتزع الجملة هو دون روية، ونسي القمرات ( الكاميرات) والبث المباشر!! وإلا فلينظر من يشاء كل أدائهم بما في ذلك الخطاب مع المجتمع الدولي.. ألا يأكلون بعقول الجميع حلاوة كما يقول أهلنا في مصر.. إنهم يلعبون بالبيضة والحجر..!! وأخيرا، وفجأة عادت العقول إلى الرؤوس.. لقد كان الأستاذ فقط يمارس هوايته كما هي عادة كل الجوقة الانقلابية.. وتصوروا لو أن أحدهم صام عن الكذب يوما واحدا كما يقول البعض.. اكيد سيصاب بالكمد.. إذ لا بد للواحد منهم أن يكذب ألف كذبة في اليوم.. يبدأها بمئة كذبة على الريق عندما يتوجه في المسجد، أو كما يسمونه جامع بالدعاء إلى الله.. مع أن الواحد منهم يعلم أن الله يعلم السر واخفي، وأنه ( أي الصلاد مثل غيره قد تسبب إن لم يكن قتل بيديه العشرات من أهل القبلة الموحدين، وسلبهم حقهم في العيش، والحياة، ويتم، ورمل المئات فاعلا، وموجها، ومحرضا.. فيتوجه إلى الله كاذبا كأنه الحمل الوديع كما يتوجه هو وجماعته تماما إلى البشر، وكأنهم دعاة سلام ووئام، وحوار، والشيطان هو وحده الذي انقلب على مخرجات الحوار، وانقلب على الدولة ورئيسها، وشن الحرب على البلاد والعباد، وأضاع كل فرصة للقاء، وقتل الابرياء، وذبحهم كالنعاج كما فعلوا بأهلنا في عدن وتعز دون ذنب ألا لرفضهم الخضوع والمذلة، والعودة للحكم الطاغوتي السلالي المقيت.. هذه هي مدرسة الكذب والبهتان.. فلا غرابة ألا يراعي دجال منهم كالصلاد نواميس العقل والمنطق.. لقد ذوقتنا هذه المدرسة المر، ويبدو أننا سنبقى نكابد عفونتها، ما لم نقف صفا واحدا متماسكا للخلاص منها، وطمس معالمها المشوهة لبلادنا، ولسلامة باطن الإنسان اليمني المعروف بصدقه، وأمانته ونزاهته، وصفاء ونقاء تعامله .