أكتب هذا المقال بنية الحرص على قائد قدم انتصارات للجنوب وقضيته العادلة فيما يخص الوضع العسكري .. ولهذا لايمكن أنكار وطنيتة الصادقة لوطنة الجنوب , وهذا ماجعل الناس في عدن والجنوب يرحبوا بوجوده في منصب المحافظ , ونحن معه وندرك المؤامرة التي تستهدف عدن حاضرة الجنوب وعاصمته , ولكن العقل لايؤيد إلا المنطق في الغالب , ومصالح الناس سبب تفاعلهم الاجتماعي داخل المجتمع . في بداية تولي الزبيدي منصب المحافظ لاشك أن رصيده الشعبي في عدن والجنوب عالي جداً , وعكس ذلك اليوم وأنطلاقاً من معاناة الناس الدائمة وخاصة خدمة الكهرباء التي لاتطاق في الواقع نجد رصيده الشعبي يتدهور في نفوس الناس وبصورة جد سريعة . نحن نحبه لاشك في ذلك , ولكن معاناة الكهرباء بالذات هي الفاصل في بقائه , وهي من ينتزع منه منصبه .. العذابات التي يتجرعها الناس في عدن بسبب الكهرباء لوحدها تكفي أن تشيله من موقعه , ويحضر نفسه للمقادرة .. من لايستطيع أن يأتي بكهرباء تغطي مدينة لا يستطيع أن يأتي بسياسات تغطي وطن . يقال السياسة فن الممكن , ولانجد في عرف الناس في مدينة عدن أن الكهرباء تخرج عن سياسة الممكن .. فالمقدمات الخاطئة لا تأتي إلا بنتائج خاطئة .. فربما الزبيدي يتبع سياسات خاطئة في جانبه المدني في إدارة المحافظة مما جعل فشله واضحاً مقارنة بنجاحه العسكري . الجوهر الأساسي في رغبة الناس بوجود الزبيدي في المحافظة العاصمة يتمثل في تحقيق إنجازات وطنية على مستوى المحافظة تخدم الإطار العام للقضية الجنوبية , وكل هذا ليس له فاعلية بدون حب الناس ومشاركتهم التي ترتبط بمصالح خدمية تعتبر أساسيات حياة .. الكهرباء أهمها وركيزتها .. والناس لاتحتاج لوطن دون كهرباء فضلاً عن الضروريات الأخرى . الفساد في محيط المحافظة قوي لا يعطي الزبيدي العذر في تجنبه , والقضاء على الفساد مهمة نبيلة وهدف يعالج ملف الكهرباء وملفات عديدة تصب في خدمة الصالح العام .. الفساد في بيع الوقود أمر يضعف فرص النجاح في تحقيق الكهرباء .. التقاضي عن الفساد على حساب ضياع الكهرباء والخدمات الأخرى نهاية الزبيدي وباب طرده .. عدم قدرة الزبيدي على إصلاح جانب الكهرباء بشكل كلي ودائم يعني فشله كمحافظ مهما قدم من نجاحات بل سيذهب به الحال إلى أن يوصم بالفساد , وبهذا لن يستطيع أن ينجز أو يحقق أهداف وطنية تخدم القضية الجنوبية , وسيتحول عمله في المسار الوطني إلى مقولات لن يكتب لها النجاح , وبهذا يخسر الجنوب موقع قرار المفترض من خلالة أن يحقق الكثير لأبناء المحافظة على المستوى الخدمي والوطن على المستوى التحرري كما من خلالة يمكن تجنب كثير من الفشل في طريق الثورة الجنوبية, ومساعدتها في تحقيق هدفها في النيل من الحرية والاستقلال . لايمكن أن تظهر أي قدرة أبداعية للزبيدي في أدارة حكم المحافظة في ظل تراكم المعاناة كما يظهر الحال اليوم مالم يعالج ملف الكهرباء جذرياً , والكهرباء هي التحدي الذي سيعيد فاعليته ودون ذلك سقوطة وفشلة مسألة حتمية لأن وضعة في منصب المحافظ مرتبط بمجموع سكان محافظة عدن وخاصة الأطفال والعجزة والأمراض التي تعتبر الكهرباء محور أساسي في حياتهم المعيشية . الخلاصة النهائية : يجب أن تصبح حرب الأرهاب وحرب الخدمات في مستوى واحد من الأهمية لامكانية بقائه في المحافظة .. هذا مايؤكدة الواقع اليوم في مدينة عدن !