مدرسة الملكة اروى في عدن ترسم البهجة في وجوه طلابها الملتحقين والمتخرجين منظمة دولية ومؤسسة محلية يقيمان مهرجانا ترفيهيا للتلاميذ الملتحقين بالمدرسة لأول مرة ناشطة : مشاركة الاطفال تنوعت ما بين القصص والاناشيد ومسرح العرائس والألعاب دمج الأطفال في الحياة بالألعاب والترفيه وكثير من الأطفال تحسنت حالتهم
تقرير/ محمد علي محسن : تسببت الحرب التي شنتها مليشيات الانقلاب على المحافظاتاليمنية بالكثير من المشكلات الاجتماعية والنفسية ، خاصة بين الأطفال الصغار الذين شرعت منظمات ومؤسسات اغاثية وإنسانية في مساعدتهم لتجاوز محنة الحرب ومحو أثارها من نفوسهم وعقولهم . ومدينة كريتر في محافظة عدنجنوب البلاد ، واحدة من المدن التي عانى سكانها ويلات الحرب والحصار الذي فرضته المليشيات مجبرة غالبيتهم على مغادرة المكان او الموت تحت وطأة الحمى والظمأ ، إذ لم نقل حمى الضنك الذي فتك بالعشرات من الرجال والأطفال والنساء .
ويوم الاثنين الماضي استقبلت مدرسة الملكة اروى وودعت طلابها الجدد والمتخرجين بحفل تكريمي إقامته بالمناسبة لأوائل طالباتها المتخرجات وكذا للتلاميذ المستجدين الذين يلتحقون في الصف الأول .
وقالت الإعلامية مريم براحمة ل" الشرق الأوسط " إنه وفي أجواء تربوية مملؤة بالتعاون لرسم البهجة في نفوس الطلبة والطالبات وبدعم وتمويل من مؤسسة الأمل الثقافية الاجتماعية النسوية ( المكلا ) بمحافظة حضرموت شرق البلاد ، بالتعاون مع المنظمة الدولية للهجرة "IOM" أقام فريق " رسالة خير " العديد من الأنشطة مع طلاب الصف الأول الدراسي .
وأضافت ان من تلك الفعاليات ، الرسم على الوجه، وترديد أناشيد الأطفال مع التلاميذ الصغار الذين يتركون منازلهم ولأول مرة في حياتهم ، لافتة إلى ان مثل هذه الأجواء المليئة بالفرحة واللعب وتوزيع الهدايا والمرطبات والحلويات من شأنها تحفيز تلاميذ الصف الأول وترغيبهم بالمدرسة ، وإحاطتهم بمناخ جاذب لهم ، بحيث يكون استقبالهم بمسابقات والعاب وهدايا وأجواء تجعلهم يتأقلمون مع بيئة المدرسة التي يقتحمونها بفرحة ومزاج نابع عن شعور وإحساس جميلين غير صادمين لطفولتهم ولهوهم المنزلي . وأوضحت ان كرنفال التلاميذ حضره مدير إدارة التربية والتعليم مديرية صيره الأستاذ رائد طه صالح ، الى جانب مشاركة عدد من أولياء أمور الطلبة والطالبات الذين أضفوا على الفعالية المزيد من البهجة والسرور في نفوس أبنائهم الطلاب والطالبات الجدد او أولئك المغادرين لها بعيد استكمالهم المرحلة الأساسية .
وقال مهنئ بدر باسنيد ، رئيس فريق المنظمة الدولية للهجرة " IOM " بمديريه صيرة ،ل" الشرق الاوسط " :" سعدنا بمشاركة الاطفال بالنشاطات الترفيهية التي تنوعت ما بين تتنوع القصص والاناشيد ومسرح العرائس والألعاب لتحفيز التلاميذ والتلميذات المستجدين في أول يوم دراسي ".
وتابع :" نشاط المنظمة يكرس للجانب النفسي والمعنوي ، وسيكون حضورنا مستمرا طوال العام الدراسي من خلال الدعم النفسي والمساحات الآمنة وألعاب الترفيه ودعم المهارات والتوعية وعملنا في مديرية صيره في ثلاث مدارس ، وهي مدرسة أروى .ومدرسة البيحاني بنات .ومدرسة شمسان للبنين ، وتوجد فرق أخرى في مديريات خور مكسر والمعلا والتواهي وتقدم نفس الخدمات " . اخصائي نفسي في المنظمة الدولية للهجرة "I O M " الدكتور صالح عبد ربه عمر ، قال :" جئنا اليوم لمشاركة التلاميذ فرحتهم ولخلق مناخ يشع بالفرحة والامان وازالة الرهبة والقلق والخوف والاكتئاب من نفوس الطلبة خاصة طلاب الصف الاول دراسي من خلال ترفيه الأطفال ومشاركتهم بالألعاب " .
واكد ان الفريق يقوم بمعالجة الحالات النفسية مثل القلق والحزن والخوف والمشاكل الناتجة عن الحرب ، علاوة للعمل على دمج الأطفال في الحياة بالألعاب والترفيه وكثير من الأطفال تحسنت حالتهم . رحمة عبد الحكيم ، من فريق مبادرة رساله خير ، قالت ل " الشرق الاوسط " : نحن فريق مبادرة رسالة خير احدى فرق مؤسسة الأمل الثقافية الاجتماعية النسوية بمدينة المكلا مركز محافظة حضرموت ، شرق البلاد .
وأضافت :" سعداء بالتعاون مع إدارة المدرسة ودعمها وتمويلها ماديا ومعنويا لإقامة حفل التكريم واستقبال طلاب وطالبات الصف الاول دراسي ، مثمنة لإدارة المدرسة تعاونها وإتاحة الفرصة لفريق المؤسسة لتقديم مشروعه المتنوع الهادف الى مشاركة الاطفال فرحتهم ورسم البهجة على وجوههم .
وكانت مديرة المدرسة ، حبيبة ابراهيم اسماعيل ، رحبت بالضيوف جميعا ، موضحة في كلمة قصيرة لها ان طالبات المدرسة حققن مراكز مشرفة في امتحانات انهاء شهادة المرحلة الاساسية ، منوهة بحصول خمس طالبات على نسبه 100% والخمس الاخريات على نسبة 99% ، معتبرة هذه النتيجة بانها ثمرة جهود الطالبات والمدرسة والاسرة .
وحثت جميع الطالبات على الاجتهاد والمثابرة والتحصيل العلمي ، مؤكدة ان التعليم أساس بناء الأوطان ، مشيرة في ذات الوقت الى ان المدرسة وهي تودع خيرة طالباتها ، فانها تحتفي بطلبتها الجدد ، مثمنة لأولياء امور الطلاب اهتمامهم وكذا لمبادرة فريق رسالة خير التابع لمؤسسة الامل الثقافية الاجتماعية النسوية بالمكلا ، وكذلك للمنظمة الهجرة الدولية .
بدوره ، مدير مكتب التربية والتعليم في مديرية صيرة ، رائد طه ، اعرب عن سعادته بتحقيق المديرية المراكز الاولى المتقدمة في امتحانات النقل من التعليم الاساسي الى الثانوي على مستوى محافظة عدن المكونة من تسع مديريات . وعبر عن شكره لكل الطلبة والطالبات والمعلمين والمعلمات والادارة المدرسية وكل أب وكل أم تعب وثابر من أجل إيصال ابنه او ابنته لهذا المستوى المتقدم وهذا فخر لأولياء الأمور وإدارة مدرسة أروى على جهودها المبذولة والمثمرة .
ومدرسة أروى بنت احمد للتعليم الاساسي صرح تعليمي وضعت لبنته الأولى في عام 1857م في منطقة كريتر مديرية صيره في محافظة عدن ، جنوب البلاد .
وسميت بهذا الاسم نسبة للملكة أروى بنت أحمد بن محمد القاسم الصليحي ، التي اتخذت من مدينة جبلة شمال غرب مدينة إب عاصمة لدولتها ، وولدت في عام 440 هجرية وتوفيت عام 532 هجرية ، وحكمت اليمن فترة نيفت الخمسين عاما ، واهتمت خلالها بالعمران للمنشآت الحيوية والتجارة والزراعة ، بينها المدارس ودور العبادة ،وانشاء الطرقات والسدود وابار مياه الشرب والجسور وغيرها من المعالم التي مازال بعضها قائما حتى اليوم . وتعد مدرسة أروى احدى الصروح التعليمية القديمة في المدينة كريتر او " عدن " مثلما يطلق عليها عامة الناس ، وتأسست قبل نحو 159 عاما ، وخلال هذه الفترة الطويلة وهي فاتحة ابوابها ، رافدة المدينة ومجتمعها بالكثير من الاعلام الادارية والعلمية والمالية والتجارية والثقافية .
وقبل اطلاق اسم الملكة اروى كانت تسمى عند تأسيسها مدرسة " الكونفس " ثم مدرسة أروى المختصة ثم مدرسة أروى للتعليم الموحد وحاليا مدرسة أروى للتعليم الاساسي .