بات الشعب هو الذي يموت، هو الضحية للصراعات السياسية الدموية، هو الذي يدفع ابهظ الاثمان من دمه وعيشه وامنه حتى من القوى المتصارعة نفسها. في بلدنا العزيز اليمن الحرب دمرت الأخضر واليابس، مزقت كل شيء.. الله يسامح الجميع وعلى رأسهم اصحاب العقول الكبيرة والقلوب الواسعة والنفوس المتسامحة والروح النظيفة.. الذي تركوا البلاد تمضي الى الهاوية دون ان يتدخلوا في ايقافها في الوقت المناسب.. علينا ان ندرك جميعا ان الأوطان لا تبنى بالحروب بل على العكس الحروب تدمر الأوطان، وتمزق الشعوب. كما انها تدمر الثقة بين القوى المتنافسة، وتهمش العقلاء والحكماء. ان ميادين المعارك عمرها ما اوصلت الى حلول حتى وان اسفرت عن منتصر ومهزوم، فالكل مهزوم ، ويكون الوطن هو المهزوم الاكبر. ان الحلول الحقيقية هي التي تنتج وتخرج من طاولة الحوار، هي التي تبدعها العقول التي غلبت مصلحة الوطن العليا على المصالح الذاتية. الحوار الجاد والبناء والصادق هو جسر العبور الى حل يرضي جميع الاطراف السياسية المتصارعة، حل يؤسس لمستقبل واعد وآمن. اما الذي يفكر او يعتقد أن باستطاعته ان يحسم الامور عسكريا واهم، اي طرف يفكر هكذا واهم، الحسم لاينهي المشكلة وانما يؤجل المعركة، على سبيل المثال حرب 1994، هل ذلك النصر الموهوم استمر؟ بالعكس خلق جيل جديد وأوجد بين صفوف الجنوبين عزيمة وثبات.، وأفرزت ساحات الجنوب رجال عظماء، أمثال الشيخ اللواء عيدروس واللواء شلال والشنفرة وباعوم وغيرهم. الحرب لن تنتهي إلا بما هو سلبي وليس إيجابي. أقول للاطراف المتحاربة كفى.. كفى حرب. . كفى اقتتال. أنكم جميعا على خطأ .. سيظل صوتنا مرفوع مع السلام والوئام .. وعلى كل الأطراف المتحاربة ان تدرك ان القوى المحبه للسلام ستبقى قوية .. نقولهم جميعا نرجو ان تكون نظرتكم صادقة الى واقع المعارك، فالذي يشاركك في القتل ما يشاركك في الديه!.. اين منطق العقل والحكمة؟ متى نصدق مع أنفسنا. الحرب جريمة كبرى وإزهاق أرواح.. آلاف الأرواح التي تزهق، وفي مختلف محافظات الجمهورية.. سقط عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى، ومجاعة تهدد عشرات الملايين من الشعب المغلوب على أمره. العالم ليس حريص على وطننا اذا لم نحرص نحن عليه. إن العقل والمنطق والحوار الصادق والجاد هو سيد الموقف وهو صانع السلام.. من منا يحب ان يقتل أهله؟ من منا يحب ان يقتل أبنائه؟ من منا يحب إن يخرب داره؟ من منا يحب ان يرى أهله يموتون جوعا؟ نقول كفى.. كفى حرب.. عشرون شهر من سفك الدماء وليست هناك نتيجة، لم يكن هناك إلا مزيدا من الدمار والقتل.. مزيد من المآسي. . أدعوكم الى حوار اخوي صادق وبناء ليعم الامن والسلام ربوع الوطن، وليعيش الناس في اليمن كبقية شعوب العالم.. لنترك التمترس بالسلاح.. لندفع أبناءنا الى العلم والتعلم بدلا من جبهات القتال.. لنمضي الى خلق اجيال جديدة بعيدة عن الأحقاد والكراهية والنظرات الضيقة.