كيري يحوم كالأفعى الملساء ويداوي الحكة في جلده الناعم بجدران مسقط قبل ان يذهب الى الجحيم بانتهاء عهده وتولي الكلب الأحمر ترامب سدة السلطة في واشنطن . يعز على كيري المغادرة في ظل حالة اللا حسم ويحاول إبرام صفقة آثمة مع حلفاءه الحقيقيين على الأرض اليمنية متجاهلا الجمهور العريض سواء في الجنوب بثورته المتقدة التي تواصل إحراج النظام الأميركي أو شباب الشمال الذي خرج الى الساحات مجددا لانتزاع صالح من سدة السلطة والتمسك بالنظام الجمهوري الذي أصبح مصيره على المحك .
جون كيري يرمي بالونه اختبار إلى الهواء انفجرت بسهولة ببصقات قرف الشعبين شمالا وجنوبا .سبقها رسائل أخرى من قبيل ان قذائف مجهولة تستهدف البوارج الأميركية .
يخيل للناظر ان كيري يريد فرض الخارطة اللعينة على غنم الشرعية التي ترعى في الفنادق الباهظة الكلفة في الحقيقة مثل هذه الكائنات لا تستحق حتى طرح الموضوع على طاولتها فكل ما في الأمر ان الرجل يسوق كل هذه الترهات لجس نبض الشعب وردة فعله ومن جهة أخرى يريد طرح حلول غير واقعية ليؤخر طرح الحلول الواقعية أو استبعادها من النقاش!!!!
ثم تأتي وكالة سبأ الرسمية للتحدث عن اعتذار وهمي من كيري لهادي وهذا كله هراء وبعيد عن الواقع ان وكالة سبأ لازالت تغط في سبات شتوي عميق ويبدو أنها تستند في نقلها للإخبار فقد اثبت الواقع ان محور الشرعية والانقلاب هم عبيد مأمورون بتعليمات صارمة من كيري وغير كيري وما هم إلا وكلاء لإدارة الصراع الحقير لتدمير اليمن وإعادة رسم خرائطه بما تشتهيه نفوس الشركات العالمية التي تنظف أسنانها ألان لالتهام الكعكة مقابل قليل من الفتات للمداعس والأفاقين .
إلا ان هناك فرضية يجب عدم إغفالها- وكلامي للشارع طبعا- وهي ان واشنطن تريد تسليم الملف لبريطانيا التي دشنت تحركات دبلوماسية متحمسة في الآونة الأخيرة وكانت حركات كيري البهلوانية هي إسدال لستار العربدة الأميركية في اليمن وفي كل الأحوال فان المحاولات الضحلة لزيادة هامش التحرك الدولي بقي في مربعي الشرعية والانقلاب بينما لا يحظى بأية قبول في المربع الأهم إلا وهو المربع الشعبي الذي يصطلي بنار حرب يتدفأ مشعلوها بالحماية الدولية لقوى الهيمنة الكبرى وهو ما أفسح مجالا واسعا للبلطجة الأميركية البريطانية وانعكاسها الداخلي الذي يتبدى جليا في البلطجة الرسمية الانقلابية ضد عموم الشعب اليمني