لقد سخرت قلمي من أجل الوحدة اليمنية بكل مساوئها وهضمها لحقوق الشعب الجنوبي والشمالي أيضا لقد كان حلمي بوحدة تجمعنا بكم كوحدة المهاجرين والانصار وحدة العقيدة والدم والضمير وكوسيلة لنحقق جميعا مستقبل جميل ولكنكم اتبعتوا أحزاباً عادت وتعادي ابناء الجنوب فموقفي. للدفاع عن الوحدة ضعيف جداً فلا يوجد شمال لكي نتوحد معه فالشمال بيد أسرة من الهضبة الزيدية اتخذت من ايران دار لأولياء نعمتهم كما تعلمون وترون بأنفسكم بتواطؤ الكثير من مناطق الهضبة والوسطى نشهد صراع ما بين الزيود كصراع ما بين حميد وصالح انهى وطنكم وتم تسليمه. بكل أريحية لإيران وانتم ساكتون إلا القليل منكم فمن يا ترى المنتصر منكم اليوم ومن هو الخاسر هل كسب حميد الرهان ام كسبه صالح بالطبع لقد كسباه الاثنان والشعب الشمالي هو الخاسر الاوضاع تمر بنا متسارعة نحو فك الارتباط باتفاق دولي واقليمي وبمباركة أيضاً من داخل الشمال. نفسه فليست هي أمنيتي ولا أمنيتكم إنها مشيئة قُدٍر لها كما سطرتموه انتم بفعالكم وتسليم دقونكم للرويبضة امثال صالح وحميد وعلي محسن والحوثي فمزقوكم أشلاء واستباحوا اموالكم وسلموا وطنكم لمن لا يخاف الله ولا يعتقد بدينه تقولون بأن الوحدة قوة وكيف هي قوة بل زادتنا. ضعفا وتفكك وفتن واقتتال وتشرذم أي قوة هذه التي تتحدثون عنها وقد ابادتنا جميعا واغتالت الكوادر والابطال والاطباء والمهندسين والضباط وهجرت الشعب أي قوة وقد تحول اليمن بشطريه لثكنة عسكرية غرضها الوحيد قتلنا واستعبادنا واذلالنا أي قوة هذه وقد اصبحنا تحت خط الفقر. أي وحدة هذه وقد اصبحنا مستنقع يجتذب كل متطرف وشاذ عن كافة القواعد الاخلاقية والدينية وأي واتحاد وأي قومية ماهي إلا خزعبلات ودجل تمارسه أحزابكم علينا لأن الوحدة بنظرهم وحدة الفيد والمتاجرة بأرواح البشر هي وحدة التزوير والجهل والرشاوي وحدة القتل لأجل سلطان جائر. وحدة أكل أموال المسلمين بالحرام وحدة التعاطي مع الكافر لقتل المسلم الآمن في وطنه وحدة الارصدة الضخمة بالبنوك العالمية وحدة بسط اليد على أراضي الدولة لمشايخ الطبقة الراقية من أهل القصور والابراج العاجية على حساب قوت المواطن الجنوبي وحدة التالي على الله سبحانه. بما لم ينزل به سلطان والوحدة اليمنية بعيدة كل البعد عن مضمون الوحدة التي أقرها الإسلام وربما تدخل في حكم التحريم إذا كانت لا تجني سوى الظلم والاضطهاد والمسألة لا تتعلق بالوحدة السياسية بين دولتين بل كل في الأمور وإن كانت عظيمة فبناء الجامع أمر عظيم ولكن بناءه. في قارعة الطريق يوجب هدمه فكلنا يعرف مسجد ضرار كذلك في الوحدة السياسية إن كانت نافعة وجب حفاظها كمثال الوحدة الألمانية قاموا ببناء اسس صحيحة لوحدة قابلة لاستمرار فعند الوحدة سنّت الحكومة قانون يمنع الغربي شراء اراضي في ألمانيا الشرقية قبل عشرين سنة من مرور. الوحدة خوفا من أن يبيع الشرقيين أراضيهم بسبب الفقر الذي كانوا يعانون منه ووضعت هذه المدة عشرون عاما ً لكي يؤهلون الشرقي ماديا فلن يكون بحاجة الى بيع ارضه وهو غير محتاج لكن نحن توحدنا مع شعب مغلوب على امره راضي بنهب المتنفذين واصحاب الكراسي العليا لأملاكه ولإنسانيته. وحتى في لقمة عيشه فمؤكد انه سيرضاها على الجنوبي فمن هانت عليه نفسه لا يلقي بالاً لأحد في احدى مواقف للشيخ الجليل علي الطنطاوي عن انفصال سوريا عن مصر قال للرئيس جمال عبدالناصر" إن الوحدة يا سيدي لا توصف بذاتها بأنه خير أو أنها شر، والله جمع في آية واحدة بين. قوله: {وتعاونوا}، وقوله: {ولا تعاونوا} فقال: {وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان}، وإن اتحد جماعة من المحسنين وتعاونوا على إنشاء جمعية خيرية كان ذلك خيراً، وإن اتحد اللصوص وتعاونوا على تأليف عصابة إجرام كان شراً. ولو جعلتموها وحدة بر. وتقوى، واتبعتم فيها شرع الله ولم تتعدوا حدوده لظللنا كما كنا، مرحبين بها، مقبلين عليها، ولكنكم جعلتموها للإثم والعدوان: عدوان على أحكام الشرع، عدوان على أموال الناس وحرياتهم افتبكي عليها بعدما وأدتها؟ سبق وأن ايّد الشيخ الطنطاوي الوحدة بين سوريا ومصر لكن فضّل. فك الارتباط في عهد عبدالناصر وأستطرد حقيقة تاريخية أن صلاح الدين الأيوبي استقل بحكم مصر عن الشام بعد ما وحدها نور الدين زنكي لأن ورثته سفهاء فأيقن صلاح الدين أن هذه الوحدة لا تخدم الإسلام ففصل مصر فتره من الزمان حتى تمكن له الأمر من فتح الشام مره أخرى والحال. هذه في الوحدة اليمنية عندما تكون مفسدة لابد من درأها