في هذه الذكرى 49 لتحقيق جلاء الاستعمار البريطاني عن جنوبنا اليمني الغالي ، وبعد فترة استعمار استمرة 129سنة ، اي منذ 18 يناير 1838م - 1967/11/30 م ، وفي ذكرى هذا الاستقلال القادمة في.2017م تحل الذكرى الماسية لهذه المناسبة بمرور 50 عاماً عليها ... ويستمر طرح الاسئلة على الجيل الذي ساهم وصنع الحدث من الاجيال الجديدة .... ماذا تحقق عبر هذه العقود الخمسة المنصرمة .. ربما حينها قد تغيرت ظروف الحرب الانقلابية العبثية الراهنة ، إلى ظروف سلام وامن واستقرار افضل ، قد تساعد في اجابات على مثل تلك التساؤلات .. المرحلة عبر العقود ... ان الاحياء لمثل هذه الذكرى باي وسيلة كانت جماعية، او فردية ، هي بمثابة احياء للحدث وتحية لسائر الشهداء والجرحى والمعوقين وسائر المناضلين الراحلين ، أو الاحياء اطال الله في اعمارهم ، ثم ان مثل هذا الوقوف امام ذكرى الجلاء هو محاولات للاستلهام العبر والدروس الداعية للعمل وتعزيز الامل إلى الحرية والتحول الديمقراطي التاريخي الخالي من الاستبداد والفساد واستغلال الانسان ، وتحقيق فرص متكافئة في الثروة الوطنية وتبديد قلق هذا الانسان في مستقبل حياته .. والحال ان ترابط هذا الحدث في ذكراه مع الانسان وظروفه ومرحلته ، يدعو إلى ابداعات من الشخصيات والرموز القيادية والنخب المثقفة التي شاركت او عاصرت حدث الجلاء مقدمات ونتائج ، لتسجيل ابداعاتها القائمة على الحقيقة في رواية نماذج محددة في سياق العبر والدروس المستفادة لهذا الجيل المعاصر للاستقلال ، وافادة للأجيال الجديدة ، دون الغوص في اثارة الجدل والصراعات ... بل تسجيل حقائق وعبر مستفادة قبل وبعد 1967م ، وحتى بنتائجه في 1990م - 94م / 2015م - 2016م ، وبما ينصف التاريخ والقيادات والمواقف التاريخية ، والقائمة على الصدقية والمسألة ... والتي تجمع وتوحد ولا تفرق ، وانصاف للتاريخ المبرئ من اخطاء البشر . - ان الاحداث في شطري الوطن سابقاً قبل وبعد 1990م ، كانت تتأثر ببعضها البعض بحكم سياسة النظام الشطري ، وارتباطاته الاقليمية والدولية وثقافة القوى الحاكمة في كل شطر . واذا كانت سياسة المخلوع (علي عبدالله صالح وحلفائه) استهدفت تفتيت قوى الثورة واهدافها، واقامة السلطة الفردية على قواعد العنف والاستبداد والفساد وانقلبت على الوحدة ومشروعها ، قبل وبعد حرب 1994م ، ثم بانقلابها على الشرعية في سبتمبر 2014م ، وشن الحرب على الجنوب ومحافظات الشمال طيلة 2015-2016 مستفيدة من كل امكانات الدولة العسكرية والمدنية، وبالتالي كان المنقلبين هم الاسباب والمسببات للمحن والانكسارات في اليمن على مدى 4عقود مضت فلا عجب ان قام الانقلابيين بحرب على الجنوب ومغادرة الرئيس علي سالم البيض في 94 وكذلك بسجن ومطاردة الرئيس الشرعي المشير عبدربه منصور هادي في 2015 ،فلا غرابه من ذلك فقد قام المخلوع وحلفائه في 11اكتوبر1977 م باغتيال الشهيد المقدم ابراهيم الحمدي رئيس مجلس القيادة وزملائه في تلك المؤامرة كونه كان مقرر زيارة الجنوب وارساء خطوات وحدويه صادقه مع الرئيس سالم ربيع علي . - الامر الذي يؤكد بتكرار وجلاء ان قوافل الشهداء والجرحى ، والمعوقين ، والاطفال المشردين ، والارامل النازحين والجوعى ، ومأسي الحروب واهدار المقدرات العامة للدولة والمجتمع قبل وبعد 94م/ 2015م - 2016م ، يتحمل مسؤوليتها عفاش المخلوع وحلفائه ... هذا ليس رئينا فحسب بل اضحى رأي عام رسمي وشعبي في اليمن واقليمياً و دولياً .. الامر الذي يقتضي اخراج وابعاد الانقلابين وادواتهم المتسببين بهذه الحروب وقتل روح واهداف الثورة والوحدة الوطنية .. وترك الادارة المحلية في واقعنا الوطني لإعادة ترتيب الحياة وازالة اثار الحرب والادارة الذاتية لمرحلة انتقالية يستعيد فيها الفرد والمجتمع انفاسه ومن ثم النظر إلى المستقبل بإرادة سلمية وشراكة وتوافق وتعاون وطني أمن ومستقر ومتدرج نحو الغد الافضل . - ان القوى السياسية والاجتماعية في الجنوب وبمساندة القيادة الشرعية والسلطة المحلية مدعوة الى حث الخطى في اقامة الائتلاف السياسي والاجتماعي بالتشاور والمشاورة الصادقة والهادفة الى جعل هذه القوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني تقيم ائتلافها السياسي والاجتماعي بتوافق ومشاركة صادقة وشفافة ومسألة مسنودة من قبل الرئيس عبدربه منصور دون اي انحياز منه لأي كيان او جهة بعينها ، وجعل سائر القرارات المركزية والمحلية عابره للقوى والمنظمات والمحافظات دون تمييز او احتكار . والمثل يقول .. لا تقل لي شيئاً ولكن دعني ارى .. وبهذه التحية لذكرى الجلاء .. وسياسة التجاوز للمحن والانكسارات بروح التفاهم والتعاون ، وازالة اثار الحروب والصراعات ، وجعل الجيش والامن والمقاومة المدمجة كلياً فيهما .. و جعلها بإدارتها وبنائها وسياستها المستقلة والمحايدة في حياة التعددية السياسية .. والنواة الاقوى لبناء مؤسسات الدولة المدنية الديمقراطية والفيدرالية .. برؤية اوضح وحشد اقوى على قاعدة الشراكة والتوافق والتعاون الشامل الامن والمستقر والنهوض بوطن الغد .