السادس من ديسمبر 2015 يوم اغتيال الحلم .. والأمل لكل أبناء عدن والجنوب بشكل عام ، حيث طالت أيادي الغدر والخيانة الشهيد البطل اللواء / جعفر محمد سعد .. جعفر الإنسان .. جعفر القائد .. جعفر الذي الخطط ونفذ معركة تحرير عدن . تولى الشهيد قيادة محافظة عدن في ظروف استثنائية صعبة يوم كانت البنية التحتية لازالت مدمرة والأوضاع الأمنية غير مستقرة ولكن بسالة وشجاعة جعفر وحنكته القيادية استطاع إن يكون الأمل والشمعة المضيئة في حياة أبناء مدينة عدن . مثل جعفر الأمل وإعادة الروح والحياة والأمن والاستقرار ودوران عجلة التنمية ، لقد اقتربنا من الشهيد بحكم العمل فهو كان القائد والموجه وبدأت مرحلته بكل قوة وحماس ومتابعة وإخلاص ووفاء قلما نجده في أي مسؤول . جمعتنا بالشهيد كثير من المواقف والزيارات والنزولات الميدانية والاجتماعات وحملات النظافة ، لقد زار الشهيد وكنّا برفقته أغلب المرافق المتواجدة في المديرية وتلمس همومها واحتياجاتها في فترة قصيرة ومنها نذكر : - عدة زيارات لمستشفى الجمهورية ومتابعة استكمال عملية الترميم والصيانة وإعطاء التوجيهات والملاحظات وتحفيز العمال . - زيارة قسم الغسيل الكلوي . - كلية الطب والأسنان والصيدلة . - رئاسة جامعة عدن . - الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة . - مبنى السلطة المحلية خورمكسر - صندوق النظافة والتحسين / المجدلة . - مطار عدن الدولي . - مستشفى عبود العسكري . - معهد أمين ناشر العالي للعلوم الصحية . - مجمع الصحي خورمكسر . - زيارة العديد من المدارس وتفقد سير الامتحانات . لقد كان معنا الشهيد يوم الخامس ديسمبر 2015 م قبل استشهاد بيوم في اجتماع مع منظمات المجتمع المدني في م/ خومكسر ، وكان اجتماعاً هاماً لامس كثير من المشاكل والتحديات التي تواجه منظمات المجتمع المدني وهموم المديرية ، كان مهتماً بسماع الملاحظات .. مهتماً بسماع الشباب وكان يدون كل ما يقال ويطرح قُدمت له دعوة لافتتاح معرض صور إعادة الأمل للمصور / نائف السيد في باحة كلية الطب يوم السادس من ديسمبر . اتصل بي مساءً يسألني عن بعض الملاحظات التي طرحت وماهي الحلول والمعالجات المقترحة .. صباحاً كنّا انتظاره في كلية الطب جامعة عدن ، واتصلت به تقريباً الساعة الثامنة والنصف وأكد لي مجيئه لافتتاح المعرض ولكن بعد فترة أتت أخبار أن هناك اشتباكات في التواهي وبعدها أن هناك حصار لمنزل الأخ المحافظ وتحركنا من كلية الطب برفقة الدكتور / رشاد شائع مدير مكتب الشهيد جعفر حينها والاخ / ناصر الجعدني الأمين العام للمجلس المحلي متوجهين إلى التواهي . وفي طريقنا تم تأكيد الخبر حول استهداف موكب الشهيد جعفر محمد سعد بسيارة مفخخة وقمنا بالاتصال بكل الجهات العسكرية والأمنية والمقاومة . وشعرت في تلك اللحظة بحزن وألم وحرقة لأن الشهيد ظل يحترق في سيارته ولم تصله أي نجده أو يقوم أحد بإنقاذه فنحن وصلنا بعد فوات الأوان . لم يمت الشهيد جعفر .. سيظل خالداً بذكراه الطيبة ومبادئه التي غرسها فينا وأعماله النبيلة وصدقه ووفاءه وأخلاصه وبساطته . رحم الله الشهيد جعفر محمد سعد وأسكنه فسيح جناته .. رحم الله كل شهداءنا الأبرار .. شهداء المقاومة الجنوبية .. شهداء دول التحالف العربي .. الشفاء للجرحى .. والحرية للمعتقلين .. عوض مشبح