المفهوم السائد للثأر في اليمن يتبع الأعراف القبلية من حيث الفهم الخاطئ لأخذ الثأر، حيث يعتمد في أغلب الأحيان على أن تقوم القبيلة المعتدى عليها بأخذ الثأر من أي شخص من القبيلة المنتسب إليها المجرم (الفاعل الأول) إذا تعذر الوصول إلى الفاعل الحقيقي .. مما يعني في العرف القبلي الطارف غريم. وقد تأخذ القبيلة المعتدى عليها الثأر بأكثر من شخص من القبيلة المعتدية ، مما يجعل الأمور أكثر تعقيدا، واستحالة الوصول إلى التسوية بين القبيلتين من ناحية ، ومن ناحية أخرى إطالة عمر المشكلة إلى أبعد الحدود .. وهو الأمر الذي نهت عنه الشريعة الإسلامية . كما أن الثأر مشكلة وكلمة خطيرة ، وثقافة جاهلية، تعود إلى عصور ما قبل الإسلام . ولكن عندما جاءت الديانة الإسلامية شرعت مفهوم الثأر ، وحرمت قتل النفس إلا بالحق . وللثأر سلبيات عديده نذكر منها ما يأتي : 1/ الخوف : وهو شعور بالرعب والتفكير الدائم بالموت (متى، وأين، وكيف سيكون) لدى القبيلة المنتسب لها البادي بالقتل . 2/ حرمان الأبناء من التعليم : وهو ما يمنع الآباء والأهل من ارسال ابنائهم والدفع بهم إلى المدارس خوفا عليهم من (الثأر). 3/ الحرمان من الخدمات الصحية : وهو الأمر الذي قد يؤدي بالمريض إلى الوفاة .. وكان بإمكانه العلاج وانقاذ حياته في المستشفى من الموت، ولكن الثأر منع المريض من الذهاب من وإلى المستشفى، وذهبت أرواح كان من الممكن انقاذها. 4/ الفقر : الثأر يمنع القبائل المنطوية تحت دائرته من البحث عن عمل، أو التفكير في مصادر الدخل، أو ايجاد حل لسد رمق الأطفال والنساء في البيوت . والسلبيات كثيره لا يتسع المجال لذكرها . والثأر في اليمن مشكلة اجتماعية أذكتها وأججتها عدة أسباب من أهمها ما ياتي : 1/ عدم الوعي . 2/ عدم الإيمان بالله. 3/ الجهل والأمية. 4/ التشجيع والمساهمة الفعلية من قبل النظام الجاهلي في اليمن . ومن المؤلم أن الثأر يأتي على رأس قائمة المشاكل الاجتماعية في اليمن . وفي الوقت الذي يتأهب فيه الإنسان للصعود إلى سطح كوكب المريخ، فما زالت مشكلة الثأر في اليمن تزداد صعودا إلى ذروتها ولم تحل بل تزداد ضراوة . لم نعد نسمع عن الثارات في مختلف بلدان العالم ، فقد اختفت حتى في أدغال افريقيا، وجزر المحيطات، ومن جبال الهملايا، ومن كل بقاع العالم النائية التي لا توجد فيها حتى حكومات . فجميع حكومات العالم باستثناء اليمن اثبتت قدرتها على شطب اسم الثأر من قائمة مشاكلها الاجتماعية .. وهذا دليل قاطع بأن حاكم صنعاء المخلوع تعمد ايصال اليمن إلى ما هو عليه من صورة سيئة يضرب بها المثل على المستوى الإقليمي والدولي .