دأب الرئيس اليمني علي عبدالله صالح -المخلوع اثر ثورة شعبية اندلعت من تعز والمهزوم اثر حرب ضارية في عدن- على تكرار القول ان تنظيم القاعدة سيستولي على الجنوب منذ العام 2011 وظل يكررها حتى اللحظة كلما اتيحت له الفرصة في مختلف فعاليات الزار السياسي التي يرعاها لم يكن صالح يهرف بمثل هذه الاقاويل الا كتعبير عن حلم يلبي حاجة استعمارية في تقسيم الجنوب عبر سيطرة مجاميع المرتزقة المسيطر عليهم والذين يقدمون النسخة الكاريكاتورية الاسوأ من هذا التنظيم الدولي
وثانيا : يقدم رسائل مبطنة لتياره الجنوبي المتمثل في طابور خامس يؤمن بالنقود كدين ومبدأ بتهيئة المناخ الملائم للخطط المرحلية والفاشلة دوما
المطاردة الكرتونية لداعش في سوريا والعراق اسفر عنه المشهد الذي ترونه الان على كامل خارطة البلدين
تتحرر حلب فتسقط تدمر في ايديهم والطيران الغربي يقصف منذ سنوات.. يقصف البشر والسيارات والمنازل والمنشآت العامة والجسور والمدارس والمشافي ونشرات الاخبار مستمرة كالمجيب الالكتروني الذي يعيد نفس العبارات وهذا لن يتكرر في الجنوب لان القاعدة هنا لا تستطيع السيطرة
كسرت رقبة مليشيات القاعدة يوم كسرت رقبة مليشيات الحوثي فوجود احدهما يتصل بالضرورة بمصير الاخر كنتيجة حتمية ولم تك انتفاضة التنظيم المتهالكة في عدن الا برهنة صريحة على هلع الاجهزة المسيرة لها من اجراءات امنية دشنها محافظ عدن ومدير شرطة عدن لتجفيف منابع تلك الجماعات باعتبارها فلول للمليشيات الحوثية
لا يخفى على المراقب عن كثب ان تسليم جماعة الحوثي كميات من الاسلحة للمتطرفين قبل دحرها من عدن وقبل انسحابها من شبوة وقبل هزيمتها المدوية في العند وابين وكان الامر واضحا لا تنكره سوى قنوات الفضاء الاميركية والفرنسية التي ابتهجت بالأمس اثر حادثة الصولبان واقامت زفة مشفوعة بالطبلة والدربوجة بعد بيان كتبته جهات مخابراتية وينص على مسؤولية تنظيم الدولة
وبغض النظر عما ستفرزه نتائج التحقيق في الحادث فان العمليات الانتحارية لا تسقط دول او مدن في براثن القاعدة بل لابد من وفرة من الشروط الاخرى
وبالتأكيد فقد اسهمت التعبئة الوطنية العروبية التحررية للحراك الجنوبي في ا اسقاط كثير من الرهانات وادار المجتمع الجنوبي بأكمله ظهره للترويج الاعلامي البائس المهووس بتكرار التجربة العراقية المؤلمة والمأساوية انها منهجية تتبلور سلوكا وممارسة وخطابا انها نفس منهجية عيدروس الزبيدي وشلال شائع وناصر الخبجي والبحسني وهيثم قاسم والرائي مستقبلا لتاريخ النضال الوطني سيدرك كم اتعبنا المشاريع الاستعمارية الطامعة واتعبتنا ...
بلادي حرة...وسنبقى اسيادها وسيبقى الناس يدفع بعضهم بعضا لان هذه هي مقررات السماء...فهل رضيت عنا يا الهي ؟