خمس سنوات مضت وأنت مازلت بيننا وكأنك بالأمس كنت في مكتب العمل الإعلامي بتربية عدن..حيث كنت أنت الزائر والمتابع والأخ والصديق الصدوق..لم تمر لحظة إلا وأنت تملؤها جدا ونشاطا وبهجة وانشراحا.. _عبيد عبد القادر الفضلي(النمر) قائد ومدير المهرجانات الوطنية بعدن..مذ وفاة المايسترو الشهير الأستاذ علي حسين احمد..فقد كان الأستاذ عبيد..ابن أبين وتربية عدن وعاشقها ..كان الملم والمؤهل لقيادة دفة المهرجانات..وقد نجح نجاحا كبيرا وساعده طاقم من الأساتذة الماهرين في أنشطة عدن الرياضية والذين كان مشهود لهم بالبراعة والنجاح دايما.. _ كان النمر فعلا نمرا إلا انه غلب عليه الطابع الإنساني الرائع..وهو ألطف مدرب وأروع قايد ميداني وابسط شخص في مجموع القيادة للمهرجانات مء عملت بالتربية عام 1975 حتى وفاته في عام 2011 بتاريخ 11 ديسمبر..اليوم هذا والذي اتمم به خمسة أعوام خلودا حسبناها زمنا طويلا لكنها لحظات بالنسبة لنا.. _ افتقدناك أيها الفضلي النبيل وصاحب الفضل على الكثيرين ممن عمل معك أو حتى اختلف معك..فكنت تحظى باحترام أبناء عدن في كل أفعالك..وأنت المبتسم الضاحك ،الجاد في العمل بتوفيقك بين هذه وتلك..ولعمري ان ذلك من المواقف النادرة لدى من عملت معهم سنين طوال.. _ اليوم وانا استعيد تلك الأيام وأتذكرك وأتصور كيف كنت ستكون لو مد الله بعمرك لترى أحداث اعام2011 حتى اليوم..وكيف لو عشت الربيع العربي كما عشناه وكيف كنت سترى الوطن الذي داهمه الغزاة ودمروا كل جميل فيه وقتلوا وسحلوا ونهبوا وشردوا الناس من بيوتهم..آه يا رفيقنا عبيد لو كنت عشت هذه اللحظات كنت أتخيلك تصول وتجول ولن يهدا لك بال إلا وقد أبليت بلاء حسنا..لان هذا هو ماعرفناك به أيها الغالي.. _ خمس سنوات ضاعت فيها حاجة اسمها..مهرجانات..مات بعدك كل نشاط خلاق..تبدلت القيم إلى استحواذ ولهف ولصوصية..ضاعت قيم وأخلاق تعايشنا معها حياتنا العملية البالغة 40 سنة..لكننا لم نر إي تهاو أو تردي إلا في هذا الزمن الرديئ..الذي نحن ألبسناه الرداءة.. _ عبيد..يااعز الأعزاء نحن اليوم نذكر بمناقبك الأجيال الصاعدة علها تقتدي بسلوكك القويم..وقد فقنا الكثير بفعل الحرب التي كنت تحذر منها قبل وقوعها..وكأنك كنت تقرا الغيب لما قد سيأتي.. _حبيبنا الغالي..نستودعك الله العظيم الذي أنت عنده..ونطلب لك الرحمة والمغفرة ..لعل ذلك يشفع لنا يوم ان نلقاك..ان شاء الله. _وصدق الشاعر القائل: ليس من مات فاستراح بميت.. إنما الميت ميت الأحياء. وسلام عليك أيها العلم الشامخ..وأنت في قبرك الطاهر..يااغلى الرجال.