الثامن عشر من ديسمبر من كل عام هو اليوم الذي توافق عليه العالم المتحضر ان يكون اليوم العالمي للاحتفاء والاحتفال بلغة الضاد لغتنا العربية الجميلة التي يتكلم ويتخاطب بها العرب انتماءا وهوية وغير العرب ممن يتعاطونها كأحتياج ثقافي لا غنى لهم عنها في حيواتهم المختلفة. لغتنا العربية اليوم تتعرض لانتهاكات شتى خاصة ممن يدعون الانتماء اليها ، وبأجراء قراءة دقيقة في واقع هذه اللغة اليوم وكيف يتعامل معها ابناؤها او بدقة أكثر كيف يتعاطاها هؤلاء الابناء في حاضرهم ومعيشهم اليومي اذ سنكتشف كم هي غريبة في محيطها تنعي حظها سيما بعد أن كرمها الله بانها هي لغة اهل الجنة في أخر الزمان والمكان لانها لغة الوحي على أشرف المرسلين سيدنا محمد صلى الله علية وسلم وهي ايضا لغة القرأن الكريم.
لنتابع نماذج مما يكتبه البعض على وسائل التواصل الاجتماعي السائدة اليوم وماتعج به هذه الكتابات من أخطاء لغوية واملائية لا تفرق بين القاف والغين كحرفي هجاء في مفردتي الاستغلال والاستقلال في اهانة سافرة لجهود ما يزيد على الخمسين عاما من المتابعة والمثابرة لان تكون اللغة العربية لغة رسمية في الدوائر العالمية . ذلك نموذجا صارخا للجرأة التي هي أشبه الى الوقاحة والبجاحة في كيفية تعامل البعض منا مع هذه اللغة العربية الجميلة والتي قيل فيها الكثير ولعل الذاكرة هنا في ختام هذه العجالة المستغيثة تسعفني بهذه الابيات الشعرية الرائعة التي جادت بها قريحة الراحل شاعر النيل حافظ ابراهيم وقالها على لسان اللغة العربية وكأنها تتحدث مواسية حالها انذاك حيث قال: رجعت لنفسي فأتهمت حصاتي وناديت قومي فأحتسبت حياتي رموني بعقم في الشباب وليتني عقمت فلم أجزع لقول عداتي ولدت فلما لم أجد لعرائسي رجالا و أكفاء وأدت بناتي وسعت كتاب الله لفظا وغاية وما ضقت عن أي به وعظات الى ان يقول : فكيف أضيق اليوم عن وصف ألة وتنسيق أسماء المخترعات أنا البحر في أحشائه الدر كامن فهل ساءلوا الغواص عن صدفاتي. لغتنا العربية الجميلة يا أهلها تستغيث بكم كما الامس هي اليوم ان تنقذوها من هذه الجهالة السائدة اليوم وتكفوا عن كتاباتكم التي تسيئ لها أكثر مما أساء لها الاعداء قديما وحديثا. اليوم ونحن نحتفل بلغتنا العربية في يومها العالمي لنا ان نشير الى ان اقرار هذه الاحتفالية كحدث اممي بارز في الثامن عشر من ديسمبر من كل عام جاء بقرار من المجلس التنفيذي لليونسكو في شهر اكتوبر من عام2012م. واليوم ايضا لسنا وحدنا من يتكلم ويكتب باللغة العربية فحري بنا أن نعرف ان عدد المتكلمين بها كلغة أولى يبلغ 279مليون نسمة يضاف اليهم 130مليون نسمة يتكلمون بها كلغة ثانية. وبحسب مصادر عربية موثوقة يتوقع ان يتحدث بلغتنا العربية الجميلة حتى عام 2050م نحو647مليون نسمة كلغة أولى أي مايقارب 6،94في المئة من سكان العالم. لغتنا العربية الجميلة في حالة ازدهار ونحن مازال البعض منا يرغمها على اطلاق صرخات استغاثة من حين الى أخر وهذا أمر محزن جدا جدا.