واصل مدير عام الأوقاف والإرشاد بحضرموت الوادي والصحراء الأخ/ مراد رمضان صبيح نزولاته الميدانية لحلقات التعليم والمساجد حيث توجه في نزوله مساء يوم الاثنين 20 ربيع الأول 1438ه الموافق 19 ديسمبر وبرفقته مدير الوعظ والإرشاد بالإدارة العامة الأخ/ خالد باحشوان إلى منطقة مدودة بضواحي سيئون حيث البداية كانت مع صلاة المغرب بمسجد النور والتقى فيه بإمام المسجد الشيخ/ عبدالحكيم علي باحميد (المدير التنفيذي لمكتب الهيئة العالمية لتحفيظ القرآن الكريم بحضرموت) وتعرّف من خلاله على نبذة وجيزة عن أمور المسجد المذكور ودور الأهالي في القيام بواجبهم تجاه المسجد وعمارته وإقامة بعض الحلقات التعليمية به. بعدها توجه مدير عام الأوقاف والإرشاد ومرافقه إلى حلقات التعليم بجامع مدودة الشهير وكان في استقبالهم خطيب وإمام المسجد القاضي/ علي عبدالله باحميد ومشرف الحلقات الأستاذ/ قصي باحميد ومجموعة من الهيئة التدريسية بالجامع . والتقى بالطلاب وأعطيت لمدير عام الأوقاف لمحة تعريفية عن نشاط الحلقات والمناهج التي تُدرّس في مختلف الفنون منها القرآن حفظاً وتلاوة والفقه والحديث والتجويد والآداب، وأن بداية إنشاء هذه الحلقات بصورة منظّمة ومرتبة كان في عام 1997م. وكذا نبذة عن أهم الأمور التنظيمية الدقيقة والمختارة بعناية في متابعة سلوكيات الطلاب سواء في المسجد أو البيت ومحافظته على الصلوات جماعة وبر الوالدين وكذا دفتر المتابعة الذي يُرفع نهاية كل شهر لولي أمر الطالب ليكتب فيه ملاحظاته وكذا تنبيهاته على تصرفات ابنه داخل البيت وكذا إطلاعه على نشاط الابن داخل الحلقات. وتخرّج خلال الخمس السنوات الماضية حافظَين لكتاب الله عز وجل .
وبالإضافة إلى الدروس اليومية بالحلقات تقام هناك العديد من الأنشطة الأخرى منها دورة صيفية في الإجازة وبلغت ثماني دورات كما تقام رحلات ترفيهية تنافسية للطلاب مصحوبة ببعض الأنشطة والمسابقات المشجعة للطلاب .
كما ألقى إمام المسجد الشيخ/ علي عبدالله باحميد كلمة توجيهية في هذه المناسبة شكر خلالها مدير عام الأوقاف ومرافقه على هذه الزيارة والتي وصفها بأنها الأولى لمسئول في الأوقاف وأنها تبعث أملاً وتوجّه جديد لسير العمل بمكتب الأوقاف كما أنها تأتي تحفيزاً للأساتذة والطلاب حينما يشعرون أن الجهة المعنية تعتني بالنزول المباشر عليهم وهذا سيكتب في ميزان حسناتهم . كما نبه الشيخ باحميد على أهمية التركيز في حلقات التعليم على الجانب السلوكي والأخلاقي إذ لا فائدة للعلم إن لم يكن مصحوبا بالأدب والأخلاق وحسن التعامل مع الآخرين فالدين المعاملة كما في حديث المصطفى صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم .
بدوره مدير عام الأوقاف والإرشاد بارك هذه الجهود التطوعية المبذولة في خدمة الأجيال وأشار أن زيارته تأتي من باب الواجب المناط بهم في مكتب الأوقاف في تلّمس احتياجات هموم القائمين على حلقات التعليم ومساندتهم معنوياً ومادياً وتشجيعاً للطلاب وتحفيزا لهم . كما نال إعجابه جمعُ الطلاب بداية وقت الحلقة على قراءة أذكار المساء بصوت جماعي وأشار إلى ثمرتها في حفظ النشء من المساوي وتحصيناً لهم من آفات الزمان وشياطين الأنس والجان .
الجدير بالذكر أن جامع مدودة قام بتأسيسه الشيخ/ عبدالكبير بن عبدالله بن محمد باحميد المتوفى سنة (869ه)، وقام بالتوسعة الأولى له الشيخ/ عبدالله بن ياسين بن عبدالكبير باحميد المتوفى سنة (968ه) كما قام بتوسعة أخرى الشيخ/ عمر بن عبدالكبير باحميد المتوفى سنة (1114ه) كما جاءت توسعة أخرى من قِبَلِ الشيخ/ عبدالله بن محمد باحميد المتوفى سنة (1329ه)، وقام الأهالي بمدودة بعد ذلك وبمعاونة المحسن الشيخ/ أحمد بن محمد بغلف بالتوسعة الكبيرة وذلك خلال السنوات (1397 -1403ه) ليبقى علماً بارزا شامخا في منطقة مدودة تتولى أسرة آل باحميد الإمامة فيه ورعاية وتسيير أموره كافة .
كما قام مدير عام الأوقاف والإرشاد بزيارة أخرى إلى مسجد النور في منطقة عرض آل عل بن سعيد بأطراف منطقة مدودة وهو مسجد قديم تأسس في حدود عام 1345ه وشهد عدة توسعات وتجديدات، والتقى فيه برئيس اللجنة الإشرافية التي تدير شؤون المسجد الشيخ/ يماني بن عمر بن عل سعيد وكذا بإمام المسجد الشيخ صالح سعيد مبارك رزق والذي يعمل في إمامة هذه المسجد منذ خمسة وعشرين عام وحضر مجموعة من المصلين واطلع مدير الأوقاف من خلالهم على الاحتياجات والمصاعب التي تواجههم في المسجد ومنها حاجتهم إلى فرش للمسجد وكذا عمل رشاشة عامة لإظهاره بالصورة التي تزيده هيبة ونظارة . وكذا رغبتهم في ضم المسجد مع ثلث الريع من الحيط إلى مكتب الأوقاف ليتولى المكتب إدارة شؤونه ومصالحه .
بعد ذلك توجه الأخ مراد صبيح ومرافقه إلى بيت أحد الوجهاء والأعيان بمنطقة مدودة وهو الشيخ ربيّع بن عوض بن عبيدالله واستمع منه إلى نصائح وتوجيهات هامة وتعرف من خلاله على أهمية ومكانة الوقف لدى الأجداد المتقدمون وحرصهم في بذل الوسع لحمايته والعناية به خصوصاً وأن الشيخ ربيّع سبق وأن تولى مهاماً في تسيير أمور الأوقاف بجامع مدوده وسبقه والده عليه رحمة الله. كما أشار الشيخ بن عبيدالله إلى أهمية تنفيذ شروط الواقفين من خلال عزل ريع كل وقف وصرفه فيما نص عليه الواقفون على خلاف ما يتم العمل عليه حالياً في مكتب الأوقاف من خلط لجميع أموال الوقف دون تميز وصرف في تلك الجهات المحددة . وأشار في ختام حديثه أنه مستبشر خيرا من هذه الزيارة .
كما توجه مدير عام الأوقاف إلى بيت الشيخ/ علي بن محمد بن علي باحيمد وهو شخصية اجتماعية وتاجر عاصر العديد من قضايا الأوقاف وله إشراف على بعض الوقفيات الخاصة وكان أهم نصائحه لمدير الأوقاف أن يجعل مخافة الله نصب عينيه في إدارة هذه الأمور وإلى أهمية استيعاب الناس العاملين بمكاتب الأوقاف وكذا الآخرين وأن عليه كسبهم كأصدقاء معاونين له في مهمته ولا يجعل له أعداءً يشغلوه عن المقصد المنشود والنوايا الحسنة التي يحملها في مشواره هذا، ووجهه بأهمية كسب لقمة الحلال دون النظر إلى المغريات التي ستعرض له وأن الكرسي والمنصب ما هو إلا شيطان أطاح بالكثيرين وأن يتخذ من الأخيار مرجعية له يذكرونه بالله دوماً.. وأنّ مَن أكل الحرام عصت جوارحه شاء أم أبى، ومن أكل الحلال أطاعت جوارحه شاء أم أبى .. وأشار في ختام حديثه أنه لم يتعود تقديم النصح المباشر إلى أرباب المسؤلية ولكن طالما وأن مدير الأوقاف أتاه قاصدا ومقدّراً وجب عليه بذل النصح بحرقة خالصة لله عز وجل وأنه رأى آمارات الخير بادياً فيه .. وسأل من الله له التوفيق والثبات والنجاح وأن يصحبه بالحفظ والرعاية في زمن قلّ فيها المنصحون والصادقون في أداء مهامهم . كما تقدم مدير عام الاوقاف بالشكر والتقدير لهؤلاء الوجهاء وطلب منهم دوام النصح وأن مكتب الأوقاف مهما بذل الجهد في ترتيب أموره لن يكتب له النجاح إلا بمساندة ومعاونة الخيرين أمثالهم ، كما تقدم بالشكر للأستاذ نزار باحميد الذي سعى في ترتيب وتنسيق هذه الزيارات لهؤلاء الأعيان وتمنى له من الله الصحة والشفاء العاجل .