الكثير كان يتحدث عن المناطق المحررة وما هو النموذج الذي قدمته مقارنة بالمناطق التي لا زالت تقبع تحت سيطرة الحوثي . وكان من بين هؤلاء المتحدثين أشهر الكتاب في اليمن "شمالاً" و "جنوباً" وهؤلاء المتحدثين محسوبين على الشرعية وكانوا يقولوا بإن المناطق المحررة لم تعطي اي نموذج يفضلها عن المناطق التي يسيطر عليها الحوثي وعفاش . كيف لا يوجد فرق بين المناطق والمحررة والمناطق الغير محررة ونحن نرى الفرق شاسع بينهما ففي المناطق المحررة هناك نرى المواطن يمارس حياته اليومية بشكل طبيعي دون مضايقة وإقصاء ولا إهانة لكرامته ولا التهديد لشخصه بالتصفية ان تكلم وطالب بحقوقه بينما في المناطق الغير محررة لا يستطيع فيها المواطن ولو التعبير عن رأيه ومطالبته بأبسط حقوقه من اصحاب السيطرة على المنطقة التي يعيش فيها . صحيح ان هناك قصور وتقصير في المناطق المحررة تجاه المواطن ولكن لا يستطيع أحد اسكاته عن مطالبته بحقة بينما في المناطق الغير محررة هناك قصور وتقصير ولا يستطيع فيها المواطن التحدث عنها ولو بالتلميح وان تحدث وطالب بها سوف يناله ما يناله اما الضرب او السجن والتعذيب وربما القتل وقد رأينا اكثر من مواطن قتل بسبب مطالبته بحقوقه منهم . في المناطق المحررة جميعنا يمارس حريته بالقول والتعبير بما يكتبه ويقوله بل ويخرج للشارع والوقوف امام مكاتب المسئولين ليعترض ويطالب بحقوقه منهم ولم نسمع عن اي ممارسات قمعية حصلت ضده من قبل المسئولين ونرى الكتاب والصحفيين يكتبون بكل راحة تامة وفضح الفساد ونشر ملفات الفساد للعيان ولم نسمع ان أحد من هؤلاء الكتاب والصحفيين قد تعرض للتهديد والوعيد من قبل المسئولين الذين يتم فضحهم للجميع ونرى هؤلاء الصحفيين والكتاب يتجولون في الشوارع بكل حرية دون ان يتعرض لهم أحد . بينما في المناطق الغير محررة لا يستطيع الكتاب والصحفيين ممارسة عملهم بحرية دون خوف من التهديد والوعيد وزجهم في السجون والتحقيق معهم وممارسة التعذيب معهم وهناك حالات كثيرة حدثت لبعض الكتاب والصحفيين ومن بينهم اتذكر كاتب كان ينتقد افعالهم وممارساتهم على طريقته الفكاهية وكان سيدفع ثمن ذلك حياته حين تم تصويب رصاصة نحوه لولا عناية الله ولطفه لأردته قتيلاً وبعد ذلك غادر اليمن مرغماً عنه حفاظاً على حياته .. اليوم مات الكاتب "محمد العبسي" وكل الاخبار تتحدث عن سبب موته يعود لتسميمه للتخلص منه بعد ان كان يتحدث عن ملفات فساد تمارس من قبل عصابات وبينهم اشخاص على رأس السلطة الإنقلابية في صنعاء والكثير مُورست ضده التهديدات بالقتل والتصفية ولكنه لم يستطيع حتى الحديث عن التهديدات التي طالته وظل محتفظاً بها لأكثر من عشر سنوات ولم يستطيع الحديث عنها رغم ان من هددوه قد سقط حكمهم ولم تعد لهم الكلمة الاقوى في اليمن واصبحوا مجرد مليشيات متفرقة وفوق هذا ظل أمثال هؤلاء متحفظين لتلك التهديدات خوفاً على أنفسهم وان يصل لهم أحد للتخلص منهم .. بينما في المناطق المحررة نجد كل شيء يحدث بوقته وساعته ويتم الفضح للفساد مباشرة وفي وقته ان حصل ولا يخفيه أحد حتى ولو لأيام وذلك لمعرفته بأنه لن يطاله التهديد والوعيد فقد كتب ما هو أخطر من ذلك عن كل مسئول في شرعية الدولة ووثق بان حرية الرأي قد أصبحت متاحة للجميع .