كانت للدعوة الكريمة وللترحيب بالضيوف القادمون من دولة الإمارات الذين أتوا ليشاركوا في حفل زواج وفرحة العريس أبن ناصر آل معروف .. وفي مستهل السهرة القي الأخ أنور سالم الصيعري كلمة مرتجلة عبر فيها عن سعادته في الحضور ورحب بضيوف الإمارات الذين أتوا إلى شرورة باعتبار أن قدومهم ومشاركتهم في فرحة إخوتهم في هذه المناسبة الطيبة هو شكل من إشكال التواصل والترابط الرائع بين أفراد القبيلة الواحدة وإن بعدت المسافات إضافة الى أنها تعد من صلة الرحم والقربى التي يحث عليها ديننا الأسلامي وعبر عن تقديره وشكره الى الشيخ على بن محمد بن شميل الذي أقام هذا الاحتفال والتكريم لضيوف الإمارات بقضاء هذه الليلة الممتعة في مخيم استراحته الخاصة والتي تبعد بأربعة كيلومتر على جانب الخط بين شرورة والوديعة ..
وقد عبر الضيوف عن سعادتهم بحضورهم فكانت حقا مشاركتهم وحضورهم المميز و عبروا عن تقديرهم البالغ وواجب الحضور وتجشم عنا الرحلة والسفر تعبيرا عن الوفاء والمحبة نحو العريس وأهل العريس ووفاء ومحبة وتواصلا مع اخوتهم من ربعهم الذين في شرورة ..
لقد شهدت الأمسية الساهرة حضورا كثيفا من قبائل آل ليث بن عمرو وكذلك إعدادا من القبائل الأخرى الذين أتوا ملبين لدعوة الشبخ علي بن محمد بن شميل و قد إمتلات الخيمة المعدة للضيوف وجلس الباقون على امتداد الخيمة وحولهم المواقد التي تتقد حطبها (السمرة ) للتدفئة من بعض برودة الجو التي لم تشتد بعد ..
وهكذا كانت بحق ليلة أنس تذكرنا بأجواء البادية الموغلة في تواريخ العرب حيث تجد المناظر من بيوت الشعر وعند أبواب الخيام توقد النار للتدفئة في الليالي الشتوية الباردة وللأشارة لكل الركبان والمسافرين بأن صاحب الخيمة هذا لاتنطفيء له نار دليل على الكرم وحسن الضيافة والاستقبال ..
وبعد تناول وجبة العشاء فقد القيت بعض القصائد والإشعار الترحيبية للضيوف و قد أبدع الشاعر الشاب المتألق عبدالله بن سالم بن شميل في إلقاء بعض من قصائد أشعاره بطريقة رائعة وجذابة لاقت أعجاب واستحسان الحاضرين .. ومن ثم أقيمت رقصة الشيلات على أنواعها المختلفة على أنغام والقصائد الشعرية التي تتحدث بكل فخر واعتزاز عن قبائل الصيعر شجاعة وكرما وأخلاقا .. وإزاء هذا الجو البهيج في الاحتفال فقد كان التفاعل كبيرا من قبل الحاضرين وشارك معظمهم في القيام بأداء رقصة الشيلات بالجنابي التي تعبر عن الأصالة والعراقة لطبيعة الحياة بادية فصارت ممتدة إلى حياة الحضر من هذه القبائل في المدن ولأن التراث والعادات المتجذرة ستبقى موروثا وعاملا لاستمرار مابقيت القبيلة تحافظ على هذه العادات التي تعتبر جزءا من تاريخها وثقافتها وأخلاقها عبر العصور الماضية والمستقبلية .
ولا يسعني هنا الا ان اعبر عن شكري وامتناني للشيخ على بن محمد بن شميل وكل إخوته وأبناءهم وكافة أسرة آل بلكربي لما يقومون به من واجب الترحيب واستقبال مشرف و كرم الضيافة لكل الضيوف الذين يأتون سواء من داخل المملكة او من خارجها . وهذه الصفة الحميدة الراقية ليست بغريبة على هذه الأسرة بل أصبحت صفة قديمة متلازمة وتقليدا يفتخر بها الأبناء ومن قبلهم الآباء والأجداد .. بل تكاد تكون على عامة قبائل الصيعر الذين لهم في كل الصفات والخصائص الحميدة تاريخا مشرفا بين القبائل الأخرى المجاورة وقبائل الجزيرة عامة .. *من أنور سالم الصيعري