مع بداية ثورات الربيع العربي في بداية 2011م ، طُرح سؤال مفاده ، ماهي الخارطة المتوقعة في الشرق الاوسط 2011م- 2020م وثورة الشباب العربي التي انطلقت في تونس ومصر ، ثم في اليمنوسوريا وليبيا...... الخ صعدت نضالها السلمي ضد التسلط الفردي وعنفه المستبد والفاسد، في تلك الاقطار العربية ، مع التفاوت والفروقات .. وهذه الثورات دعت إلى الحرية والعدالة والتحول الديمقراطي والكرامة ، وحقوق الانسان ، وتنادت في مراحلها الاولى إلى تكوين الائتلافات الوطنية والشعبية العريضة ... وكانت ولا زالت تلك المفاسد،والمطالب حقائق وآمال متفائلة طابع تماثلها الغالب في الساحات الوطنية القائمة فيها تجسد ان الامن والمصالح والقضايا العربية موحدة مع اختلافات في الاحداث والوسائل ، وفي تحشد الشباب والظروف المحيطة بكل الساحات . وعلى مدى سنواتها الخمس المنصرمة ، تنوعت التدخلات الدولية ، والمنافع الاقليمية ، وحشدت مبررات وجبهات الغزاة ... غالبيتها مدعوه من المطابع الصهيونية والمصالح الدولية ، وحتى مساعي انظمة مستبدة دفعاً غير معلن عن اوضاعها الداخلية . وهذه المنطقة التي تقع فيها مصالح وممرات دولية من جنوب باب المندب إلى شمال قناة السويس . بعض هذه الثورات بارادتها السلمية انتقلت إلى التحول الديمقراطي المتدرج كما هو الحال في تونس ومصر، والاقطار الاخرى تواصل المواجهة لمعوقاتها ..وفي ساحتنا الوطنية تدار فيها الحرب من سنتان ، بتدخل التحالف العربي المساند للشرعية وضد الانقلابين المدعومين بتمادي إيراني ونكهتها الطائفية ، كنا ولا زلنا نتمنا ابعادها عن اي تماس مع الامن القومي العربي . ومتمنين على إيران قبولها باحالة احتلالها لجزر الامارات العربية الثلاث إلى المحكمة الدولية ، وهذه المنطقة قبل وبعد ماتقدم ، فيها مطامع اسرائيل المدعومة غربياً . وسوريا الساخنة بالتحالفات والتداخلات هي في قلب الصراع في الوطن العربي ، دمرت قوتها و دمرت مدنها ومقدراتها وتكويناتها المجتمعية ، بفعل التفرد الداخلي ، والتأمر الخارجي . وهذه مصر العرب التي دخلت حرب 73م باتفاق عربي وخرجت من الحرب منفردة بفعل سياسة السادات ، وهذاالصراع الدولي المحتدم على سوريا ، ومحاولة ابعاد مصر العرب عن تسوية هذا الصراع ، لانها اي سوريا مدخل للجزيرة العربية وإلى إيران (كما يقول هيكل رحمه الله )، وسوريا لا تطمئن الا اذا كانت مصر معها ، والخليج العربي ليس ضدها ، واملنا ان تكون سوريا مع الشعب السوري وموحدة بالديمقراطية لكل السوريين . وكذلك امنيتنا لليمن ولكل الليبين ، وبالارادة السلمية لابد من التحول الديمقراطي وقيام الدولة المدنية وان طال السفر . - العدو الصهيوني يقول دخول العالم العربي في تناقضاته الداخلية يعتبر ضمان لامن اسرائيل .وسياسة القتل بعيدة عن الدين ، والصراعات والمخاطر والمخاوف العربية خدمة لاسرائيل . ومن يخدم اسرائيل ليس منا . وشعار المرحلة تعالوا نتفاهم حيث نريد جميعاً ، بصدقية وشفافية مسئولة .