تجنبت الكتابة في الآونة الأخيرة لان قلمي يأبى تزييف الحقائق ويرفض المجاملة وكلما حاولت اجبر القلم على الكتابة اكتشف عند المراجعة أن أمامي صورة مشوهة لشرعية بن دغر مملوءة بالوهم والخذلان فتحاشيت النشر مراعاة واحترام لأسر ضحايا هذه الفتنة. هذا هو سبب القطيعة التي سألني عنها الكثيرين ولكن مادام حكومة بن دغر ووزير داخليتة قد أكتفوا بانفسهم واعتبروا كل من لم يتوسل لهم أو لم يتمكن من مداهنة شبابيكهم حوثيا وعفاشيا ليس له مكان بينهم فقد آن الأوان لكشف حقيقة شرعيتهم المزيفة. فماهو ذنب من قدر له ان يكون من سكان صنعاء أو ان يكون عمله فيها؟ هل كل من ابى ان يبرح أرضه وصبر على الجوع ولم تسمح له ظروفه بالهجرة الى يثرب الرياض يعتبر مذنبا؟!!! هل كل من اعتزل هذه الفتنة واجلد في منزلة ولم ينظم لأي من الفريقين يعتبر مذنبا في قاموس الشرعية؟!!!. لقد استطاعت حكومة بن دغر ممثلة بمحافظ مأرب ورئيس مصلحة الهجرة والجوازات ووزير الداخلية ان تقنع العقيد الركن عبدالقادر احمد الرملي بتعليق دراسته لدرجة الدكتوراه التي كان يحضر لها في دولة السودان ليتفرغ لتأسيس فرع مصلحة الهجرة والجوازات في مأرب، وهو ما قام به واستهل العمل فيه على اكمل وجه ولكن لم يكتمل شهر الا ونفس المجموعة تهاجمه دون سابق انذار إلى مقر عملة بلجنة لتسليم فرع المصلحة بطريقة استفزازية قذرة لا تليق برجل مثله ضحى بدراسته واستقراره من أجل الوطن. لنفرض أن الرجل كان مع الطرف الآخر بالرغم أنه لم يكن كذلك فهل يجوز محاربته بعد عودته؟ ربما يجوز ذلك في شرع الشرعية لكي لا يحاول غيره الانضمام للشرعية فقد اكتفت حكومة بن دغر بمن فيها.
رسالتي للعقيد عبدالقادر الرملي ان لا يستغرب هذا التصرف من حكومة محاصصة تعددت خطمها وطغت عند اعضائها المصالح الشخصية والحزبية على المصلحة الوطنية ولا يكترث ان نعتوه حوثيا او عفاشيا فكل من سكن صنعاء أو قدر له ان يكون عمله فيها يصنف هكذا في قاموس الشرعية ولكن الأرجح من كل هذا أولا انه جنوبي ومأرب شماليه وليس له مكان فيها الا ان يكون محاربا وثانيا ربما لم يكن من طينتهم فقد عهدناه نزيها. لقد أكرم الرجل منظومة لئيمة وهذا هو الخطأ الذي ارتكبه وصدق الشاعر حين قال: "ان انت اكرمت الكريم ملكته وان انت اكرمت اللئيم تمرد" ولكنني لن اعزيه لفقدانه هذا المنصب بل اهنئه لمواصلة مشواره التعليمي فهم من بحثوا عنه ولكنهم لا يستحقونه. الغريب في الأمر حين نسمع منابر الشرعية تنادي بالسلام والمصالحة وهم لا يقبلون من يرجع إليهم ولو كان بطلب وإقناع منهم لمجرد أنه وقف على حياد.
رسالتي لحكومة بن دغر ولوزير داخليتة ولرئيس مصلحة الهجرة والجوازات في المهجر أن تصرفكم هذا يحمل رسالة لكل يمني مفادها أن حكومة الشرعية قد اكتفت بمنتسبيها وما سواهم ليس أمامهم الا الانضمام للطرف الآخر أو الاستسلام ودفع الجزية وهو ما ينذر باستمرار الصراع في اليمن وتوسيعه وزيادة وتيرته. هذا التصرف الأحمق ليس الا نموذج بسيط من فضائح الشرعية ولكن ألا يدركون أن مثل هذه التصرفات تهدد بزوال كيان الشرعية الهش الذي يعتمد أساسا على لبن عشراء سيجف حليبها متى تبين حملها؟ ان من لم يستسغ لبن أمه سيموت طفلا فلا تغلقون باب التوبة فأن الشمس لم تشرق من مغربها بعد وربما تحتاجون ذلك الباب بعد الفطام.