تشكل المناطق المحررة -بعمقها الجغرافي والسكاني - الحاضنة السياسية للشرعية -وهي الأرض الصلبة التي تستمد منها قوتها -التفاوضية وشرعيتها الدستورية -لهذا فهي بحاجه اليوم أكثر من أي وقت مضى-إلى حزمة من المسرعات الاقتصادية -وسلة من المحفزات الخدمية التي يرى الناس انها قد تأخرت عن موعدها -خاصة وأنه قد مضى وقت كاف على - إعلان حاله الطوارئ - وعلى المرحلة الانتقالية من حاله الحرب إلى حاله السلم - لذلك فإن أي تأخير في إطلاق قطار الأعمار - اليوم -وليس -الغد - سيؤدي - الى انهيارات - مخيفه -مما سيفقد - الشرعية -بريقها-وشعبيتها - إلتى ستتضاءل وتتلاشى-كما جرى في حاله الوحدة المغدورة . قد يقول قائل ان الانفاق الباهظ على فاتورة المجهود الحربى هو الذى ينبغي له ان يحتل الأولوية في المرحلة الراهنة - مما يستوجب تأجيل فعاليات الاعمار والبناء - الى ان تتمكن الحكومة الشرعية من بسط نفوذها على كامل التراب اليمنى -وبقدر ما يحمل هذا الطرح من اهميه - الا انه لا يعدو كونه ذريعة مكشوفة للتسويف فى اطلاق قطار الاعمار -الذي لا تقل اهميته عن اعباء المجهود الحربى -خاصة وان امال الحل السياسي اخذه - في التضاؤل - وان مبادرة المبعوث الاممي - توشك ان تلفظ انفاسها الأخيرة مما ضاعف من هول المعاناة في المناطق المحررة التي بلغت مستوى يفوق قدره الناس الطبيعيين -على تحمل انهياراتها المخيفة - والتي اذا ما استمرت على هذا المنوال فأنها قد تفرخ ازمات غير محسوبة قد تزيد من تعميق الهوه بين الأغلبية الساحقة من الناس والحكومة الشرعية 00
وفى اطار هذا السياق -خاصة - في اطار العلاقة الجدلية -بين السلطة - والجماهير - لابد من الإشارة الى قضيه على قدر كبير من الأهمية - وهى تتعلق بصناعه القرارات الجمهورية -السيادية -اذ يعيش الشارع السياسي في الآونة الأخيرة -صدمه وجدانيه - وخيبه امل كبيره - من بعض القرارات الجمهورية - خاصة القرارات الأخيرة - في الهيكل القيادي - لوزارة الاعلام - التي شملت نحو 11 وكيلا ومستشارا- يعيش اغلبهم خارج الوطن فيما تجاهلت الرئاسة اليمنية - كفاءات وطنيه - ابت الا ان تعيش المعاناة مع الناس - في ظل ظروف الحرب - والحصار - وويلاتها الكارثية - الممزوجة بالخوف وألفاقة والدم والأشلاء - مما يقتضى - من الحكومة - ضرورة ترميم هذا الشرخ الإنساني وهذا الجرح الغائر من خلال إعادة الاعتبار - لفرسان الكلمة -وصناع الحقيقة واعطاء كل ذي حق حقه دون مماطلة او تسويف 00
لاشك ان الحكومة الشرعية - اليوم على المحك - ومن المعلوم انها تقف وجها لوجه امام تحديات كبيره وخيارات -صعبه- فى ظل ميزانيه الحرب المحدودة الا انها مطالبه ببذل اقصى طاقتها في الاداء - والمهنية السياسية والقرارات الرشيدة - اذ ينبغي اول ما ينبغي بان يكون - الانسان المطحون - هو هاجسها الاول والاخير -من خلال العمل المكثف لرفع معاناة - الكهرباء - والصحة - والامن وتدهور العملة والغذاء والدواء - لذا يتحتم عليها الجمع العقلاني بين المجهود الحربي والاعمار - من خلال إدارة هذه الملفات بصوره متوازية - ومتوازنة - مع الاخذ بعين الاعتبار اتساع رقعه الاداء العسكري الراهن - وتبعاته المادية والبشرية والذي يلقى بطبيعة الحال بظلاله وبالمزيد من الاعباء الوطنية عليها - الا انه لا يعفيها -من اشعال الكهرباء - وتوفير اللقمة النظيفة - والمشرب النظيف - والحياة الأمنه الكريمة - لكل الناس - فورا -وعلى وجه السرعة - دون أي ابطاء او تأخير - ومن دون أي حجج او معاذير - في كل انحاء الوطن - وعليه فنحن نترقب قرارات حكومية قويه - عاجله - مشفوعة بكم كبير من المسرعات الاقتصادية -والمحفزات الخدمية .. فقد وصل السيل الزبى -والناس على امل - وفى رجاء ..في انطلاق قطار الاعمار .. فقد طال الانتظار 00