شعب أبى وأستكبر لتبقى أرضه حرة وهو حراً فيها.لم يقبل أن تدوس عليها أقدام الغزاة والمحتلين والطامعين والمتطرفين صناع الأرهاب وعبادة الأموال. شعبنا الجنوبي شعب حضاري مثقف فالحضارة المدنية راسخة ومعمقة في الوجدان.لقد عانى شعب الجنوب ماعانى من الويلات بكل صورها وأشكالها وألوانها خلال 22 عام منذ صيف 1994م ولكنه أصر على مقارعة المحتل الشمالي. فكانت أول شرارة يطلقها ضد المحتل كانت في ال13 يناير لسنة 2006م يوم التصالح والتسامح وكانت في مبنى جمعية ردفان بالعاصمة عدن التي كان يتواجد فيها خيرة الكوادر الجنوبية الذين أشعلوا الشرارة التي أضاءت الجنوب أبتدت بالتوقيع على وثيقة التصالح والتسامح والتي كانت بداية الثورة الجنوبية مما شكل مفاجئة لصنعاء التي كانت بمثابة هزة أرضية بمقياس ست درجات ( الريختر ) فأرتعب من كان في القصر الرئاسي وعلى رأسهم عفاش الذي جن جنونه في هذا اليوم ولم يحصل بعدها عافية. فانطلقت ثورة الحراك السلمي الجنوبي 2007م وأعلن طلب التحرير والاستقلال واستعادة الدولة. فمنذ الإعلان انطلقت الثورة وأنطلق الزخم الشعبي وتعالت الأصوات فبدأ العمل والنضال المتعدد. فحاول علي عفاش وشركائه ومنذ ذلك اليوم وما تبعها في سلالمها الزمنية اخمادها ولم يستطيع النيل منها برغم ما كان يمتلك من مقومات الدولة والقوة العسكرية وكل الوسائل التي أتخذها وحلت عليه المتاعب. ثم جاءت حرب 2015م لتجديد الغزو وبتحالف حوثي عفاشي ولكن كان الواقع عكسياً على المعتدين فتشكلت مقاومة جنوبية وتصدت لهم ومنيوا شر الهزائم على الأرض الجنوبية. بهذه الانتصارات التي تحققت على قوات عفاش والحوثي ولم يتبقى سوى بعض المناطق الحدودية ولا ننسى مساعدة التحالف العربي من دول الخليج وبعض الدول. فسالت الدماء وسقط شهداء كثيرون وجرحى وتدمرت بنى تحتية واختلطت دماء عربية بجنوبية فكانت تلك التضحيات ضريبة الإنتصار.لم يكن ذلك الإنتصار ليأتي على الحوثي وقوات عفاش المدعومة من أيران وماكان الأنتصار مابعد الحوثي وعفاش على التطرف والإرهاب لولا تلك التضحيات الغالية والتي أيضاً أفشلت المشروع الايراني بالسيطرة على مضيق باب المندب الإستراتيجي والبحر الأحمر لتتحكم بالقرار السياسي والحركة التجارية...