كتب / أنور الصوفي خرجت صباح هذا اليوم متوجهاً إلى كليتي الحبيبة وفي طريقي التقيت بأحد طلاب مدرسة جمال عبدالناصر م / مودية ، حاملاً معه قطعة كرتون فسألته عن سبب حمله لهذا الكرتون ، فقال : لأكتب عليه الامتحان ، فأصابني الذهول ، أيعقل أن مثل هده الأشياء تحصل في مودية بلدة العلم منذ زمن ؟ فتذكرت زيارتي لهذه المدرسة قبل سنتين ووجدت الطلاب يفترشون التراب ويكتبون على كراتين ، فسألت المدير عن السبب ، فقال : لا توجد قاعات لتوزيع الطلاب أيام الامتحانات ، فقد فاق عدد الطلاب في بعض الفصول المائة طالب فتخيلوا هذا الكم الهائل من الطلاب في فصل يفتقر لأبسط أنواع التهوية . لقد أصبحت مدرسة جمال تشكو من الإهمال ، فلولا الجهود التي يبذلها المعلمون والإدارة في ظل هذه الظروف لتخرج منها طلاب أميون بامتياز ، فشعار طلابها كل واحد يجهز كرتونه فالامتحانات على الأبواب ، فهل ستُترك هذه المدرسة تعالج سكرات الموت أم سيتدخل الخيرون لإنقاذها ؟ فهذه المدرسة من أقدم المدارس في مديرية مودية ، وقد تخرج منها أفضل الكوادر في مودية ، وتناوب على إدارتها كوادر يُشار إليهم بالبنان وعلى رأسهم الأستاذ سالم محمد ، فالله يرحم تلك الأيام التي كانت مدرسة جمال قِبلة الزائرين ، ومعقل النظام ، فرسالة نوجهها للسلطة المحلية للتدخل السريع لإنقاذ أبنائنا من الأمية ، فالطاقم موجود وطاقم على قدر عالٍ من الكفاءة ، ولكن ما ينقص هذه المدرسة المبنى الحديث ، وأساساته موجودة ، ولم يتبق إلا الشروع في استكماله . فهل سيأتي يوم ونرى طلابنا يمتحنون على كراسيهم في قاعات تليق بهم في ظل هذا التطور الهائل ؟ وهل ستصبح هذه الأيام مجرد ذكريات مؤلمة ؟ تساؤلات وآهات وآلام نرفعها لمن له قلب ، أو ألقى السمع وهو شهيد ، تساؤلات نرفعها للمدير العام بالمديرية ومدير مكتب التربية بالمديرية والمحافظة ووزير التربية ومحافظ المحافظة ، نقول لهم : هل ستخرج مدرسة جمال الجديدة من بين أسوارها ؟ فقاعدتها جاهزة ، وسورها جاهز ، والله يكون في عون طلابها ، والله يبارك في الكراتين ليستفيد منها طلابنا ، قولوا آمين .