ملزمين بكل اسف أن نتعايش مع المنافقين لأن هذا الصنف المتوفر في مجتمعنا حاليا . اكثر الأطراف التي عرفت بالفعل الحقيقي للمقاومة في الجنوب في بدايات الثورة الحقيقية هم من استهدفهم قوات الاحتلال اليمني واعوانه من أبناء جلدتنا ، واغلب الجيل اليوم والمنخرطين في عمل المقاومة لم يسمعوا عن نضال وبما انجزه هؤلاء السياسيون الأوائل منذ باكورة العمل الثوري من تضحيات جسيمة ومن اعمال بطولية حقيقية ضد تلك القوات الغازية التي غزت واحتلت البلاد وافسدت كل شيء وفرضت ثقافة التخلف والإمامة الكهنوتية وفرضت قوانين السيد على العبد وعاشت فيها قتلا وتعذيبا واعتقال واختطاف للثوار وتدمير للبنية التحتية هؤلاء لم يكونوا منطويين تحت فصائل مسلحة كما هو حاصل اليوم بل تحت مكون سياسي يقوده زعيم وقائد للثورة، ولا يعرف غالبية هؤلاء رجال المقاومة اليوم بقيمة العمل السياسي بانه مسار متوازي للمقاومة وهو الدراع السياسي لها . ومهما تحدثنا عن هذا الإرث والتاريخ للثورة فأننا ان نعطي الا الجزء اليسير من تاريخ هولا الأوائل قادة العمل السياسي والميداني ، ونتوقف هنا عند قول الزعيم الصيني ماو تسي تونغ الذي تحدث فيه عن رؤيته لواحد من أهم شروط استمرار المقاومة حتى بلوغ أهدافها في جملته الشهيرة ( يجب على المقاومة أن تتحرك وسط الناس ) كما تسبح السمكة في الماء ، وبهذا الكلام خطاب للقيادات السياسية التي تتحكم بحركة العمل السياسي في الميدان ولا يمكن للمقاومة المسلحة تنجح بدون المسار السياسي وستظل المقاومة المسلة أداة قمعية مدامها مرتبطة وتأخذ توجيهاتها مباشرة من الشرعية اليمنية ، فكيف تناضل لأجل إعادة هوية ووطن ، والجنوب لازال يرزح تحت هيمنة الشمال رغم انه قدم على طبق من دهب من قبل التحالف العربي لكن القرار السياسي لازال بيد القوى المهيمنة وهب الأحزاب اليمنية ورجالات القبائل والمؤسسة العسكرية اليمنية نستعرضها حسب الملاحظات . 1- اغلب الوزراء والمحافظين والعسكريين الجنوبيون تم تعينهم من قبل الشرعية اليمنية التي ولاها لنظام صنعاء والعودة الى سلطة الاحتلال و الى باب اليمن بنا . 2- الشرعية اليمنية في حد ذاتها وصفتها هي الوجه الاخر للاحتلال وتوجهاتها سلطة شمالية لا يختلف عليها اثنان . 3- ولاء اغلب مدراء العموم والمؤسسات وقادة الالوية ومنظمات المجتمع المدني ولائهم لسلطات نظام صنعاء . 4- الأحزاب اليمنية هي المسيطرة والمهيمنة على الشرعية اليمنية وتباشر مهامها على ارض الجنوب مستندة من قوتها داخل الشرعية اليمنية ومن اذرعها العسكرية على الأراضي الجنوبية ومن بعض القادة العسكريين الموالين لهم من الجنوبيين . 5- لازال الدستور اليمني سائر وكل القوانين المعمول بها اليوم في الجنوب هي قوانين يمنية . 6- تقييد حرية العمل السياسي لكل القيادات في الخارج من قبل التحالف العربي بسبب الضغط من نظام صنعاء وخاصه التجمع اليمني للإصلاح على الحفاظ على وحدة اليمن . 7- حرية العمل المطلق لأجهزة الاستخبارات اليمنية ( الامن القومي و الامن السياسي )) العمل المطلق في الجنوب والارتباط المباشر بنظام صنعاء اذا كانت قراراتها المقاومة لا تملكها فكيف تصبح مقاومة شريفه تبحث عن هوية ووطن ضائع ، ومن خلال دلك يتضح لنا بان المقاومة الجنوبي مرتبطة بمشاريع خارجية وليس مقاومة وطنية ضد الاحتلال اليمني رغم تفردها بخصوصية واضحة ولكنها ليست صاحبة قرار سياسي ، الامر يتطلب دراسة مستفيضة من الكيان السياسي للثورة والمقاومة المسلحة في هذه الظروف التي تتورع على عدة جوانب ومن ضمنها حشر الجنوبين في تحرير الشمال ( تعز ) وهم لا لهم لا ناقة ولا جمل وسقوط قيادات جنوبية في الشمال على حساب السيطرة الكاملة على الجنوب كل ذلك ينعكس تأثيره على مسارة القضية الجنوبية وعلينا يجب بلورة اتجاه العمل السياسي للمقاومة وايضاح منهجها للمرحلة القادمة ، اما مقاومة تسيطر على الأرض وتستند قواتها وقرارتها مباشرة من الكيان السياسي واما مقاومة تستند توجهاتها من الشرعية اليمنية وتصبح اداه قمعية ضد شعبها وتكرس الاحتلال اليمني عن طريقها لتبقى لنا المسارين السياسي والمسلح حلم يبقى على الواقع للتنفيذ بعيدا عن الارتباط الحزبي الداخلي والانتماء الخارجي ..