المتقاعدون سواءً كانوا مدنيين أو عسكريين يعيشون أوضاعاً معيشية مأساوية بكل ما تعنيه الكلمة من معان ، دون أن تشفع لهم السنوات الطويلة التي أفنوا فيها أعمارهم وحياتهم في خدمة الوطن ، ويتم التخفيف من معاناتهم وأوضاعهم المعيشية الصعبة ولو بصرف معاشاتهم الهزيلة والحقيرة - التي بالكاد تكفي للعلاجات - في وقتها المحدد وبصورة منتظمة وإلا فالواجب يحتم على الحكومة الشرعية تسوية معاشات المتقاعدين بما يتناسب والظروف الاقتصادية والمعيشية الحالية والتدهور المتسارع للريال اليمني مقابل العملات الأجنبية لاسيما الدولار ...!!... ومن الإجحاف بحق المتقاعدين العسكريين والأمنيين أن توقف المليشيات الانقلابية معاشاتهم بدم بارد منذ سبتمبر من العام المنصرم وحتى اللحظة دون أن تعمل حكومة الشرعية – التي تصم آذاننا مراراً وتكراراً بحرصها على العمل من اجل تحقيق مصلحة المواطن – على حل هذه المشكلة التي تؤرق المتقاعدين العسكريين والأمنيين وتسارع بصرف معاشاتهم على غرار ما عملته مع القوى العاملة في الجيش والأمن الذين أوقفت المليشيات مرتباتهم أيضاً ، فالحال الذي وصل إليه المتقاعدون العسكريون والأمنيون لا يخفى على أحد ؛ فلا يحتمل مزيداً من التأخير والمماطلة ، واعتقد – بل أجزم – أن معظم المتقاعدين قد باعوا كل ما بحوزتهم حتى مجوهرات نسائهم وذهبهن ، ولم يعد لديهم ما يبيعوه لمواجهة متطلبات الحياة القاسية ..!!.. وفيما يخص المتقاعدين المدنيين ؛ فإنهم أكثر الشرائح معاناة ، والظلم والجور الفادح بحقهم حقيقة قد تجاوز حده وبلغ مداه ، وهو ما يحتم على حكومة الشرعية رفع ذلك الظلم فوراً والمسارعة بتسوية أوضاعهم ، ففساد المحتل وبيروقراطيته ومشرعه قد شرّعوا وتعمدوا إلحاق الضرر بالمتقاعدين المدنيين لاسيما الجنوبيين ، وتجسد ذلك الظلم في أبشع صوره بإحالة أعداد كبيرة جداً للتقاعد القسري والمبكر دون أن يتم النظر في قضيتهم حتى اللحظة وإعادتهم إلى أعمالهم أسوة بالعسكريين الذين تم إعادتهم للعمل وبمسمى " العسكريين العائدين " ، أضف إلى ذلك أن كثيراً من المتقاعدين المدنيين قد حرموا من الدرجات المستحقة لهم ولم يتم احتساب سنوات خدماتهم ، وثالثة الأثافي أن نسبة كبيرة من المتقاعدين لا يعرفون كيف تم احتساب معاشاتهم وما هي المعايير والنظم التي اُستند عليها عندما تم إحالتهم للتقاعد ، فالمعاش يختلف من شخص إلى آخر حتى وإن تساوت المؤهلات والدرجة وسنوات الخدمة ، وهو ما يشير إلى أن هناك خللاً ما ...!!! كما أن بعض المتقاعدين المدنيين الذين أحيلوا للتقاعد في سنوات بعينها مظلومون في المعاش إذ لا يتجاوز معاشهم ثلاثين أو أربعين الف ريال فقط وربما أقل من ذلك ... فلابد من إعادة النظر بأوضاع المتقاعدين ومعالجتها بما يضمن للمتقاعد حقوقه كافة وينهي الظلم الذي تعرض له وما زال ..!!.. أخيراً على حكومة الشرعية ان تبرهن لنا بأنها تعمل بالفعل جاهدة في سبيل خدمة المواطن وتحقيق مصلحته ، وتسارع بصرف معاشات المتقاعدين وإنهاء معاناتهم التي تدمي القلوب والأكباد ..!.