مشروع مياه جمل في سد سباء ( وادي صهيب ) بردفان محافظة لحج الذي تستفيد منه مناطق : شعب الديوان، الذنيب، الرويد ،السوداء والشرج .والذي كان متعثراً لسنوات بسبب أحداث مصاحبة منها أمنية والحروب. كان ذلك المشروع المعتمد من قبل السلطة والذي كان من المفترض إنجازه دون عناء الأهالي تسببت الأحداث وكما ذكرنا سلفاً في إعاقة العمل من قبل الجهة المنفذة والذي كان تحت إشراف السلطة المحلية بمديرية الملاح بردفان ولكن التعثر كان مشكلة في إكمال مراحل المشروع الذي ينتظره الأهالي رجالاً ونساءً وأطفالاً أي ما يقارب ال6000 نسمة ليكون على الواقع كما أن التماطل أيضاً حصل في عدم تنفيذه من قبل الجهة المنفذة للمشروع وبعد أحداث الحرب الأخيرة لم يتكئ الأهالي على جهة منفذة أو غيرها فقد شدو الهمم وتحملوا التكملة وبالجهود الذاتية وبتعاون الخيرين ومنظمات دولية وشكلت لجنة أهلية لاستكمال تنفيذ المشروع وبذلت اللجنة الأهلية جهوداً كبيرة في تسيير العمل في نهاية 2015-ودخل عام 2016- حتى أتى هذا العام الجديد 2017م الذي يكتب فيه هذا التقرير كل ماصاحب عمل اللجنة من صعوبات وإرق وهموم وتفكير نفسي وشغل بدني أوتي حصاده وبلغ مبتغاه وتحقق الهدف الذي تم بذل الكثير لتحقيقه وأصبح الأهالي يلامسون هذا الحلم المنتظر فلم يكن هناك شيء مستحيل يقف حاجز منع أمام عزيمة وإصرار الأهالي في تحقيق النجاح فكان العامل الأبرز في تحقيق النجاح هو التعاون المشترك وتوحيد الجهود والتفاهم في وضع الآليات. كان لصحيفة (عدن الغد) جولة تلمسية عن هذا المشروع وتم إعداد تقرير تشجيعي لهذا العمل البارز في ظل تقاعس الدولة عن دعمها للمشاريع الريفية ونقلت رسالة الأهالي عبر اللجنة التي تولت مهمة إنقاذ المشروع.
أسباب عزم الأهالي تكملة المشروع كان من أهم أسباب تحمل أهالي عن طريق لجنة أهلية هو المعاناة وعدم تحمل رؤية النساء اللواتي يبذلن الجهد المضاعف في جلب الماء من آبار بعيدة على ظهورهن وعلى ظهور الحمير وتتضاعف المشاق عندما تأتي أيام الصيف وشهر رمضان فكان ذلك سبب بارزاً دفع بالسكان في تلك المناطق لتحمل المسؤولية لوضع حد للمعاناة.
مدة عمل المشروع بعد أن تم إنجاز مرحلة بناء خزان المياة الذي يتصل بالمضخة الرافعة للمياة من البئر وذلك من قبل المجلس المحلي بمديرية الملاح قبل حوالي ثلاث سنوات ومن بعدها تعثر العمل من قبل الجهة المنفذة تدخلت حينها اللجنة الأهلية وبدأت تنفيذ مراحل العمل وكان ذلك في 15 شعبان لسنة 1437 هج وكان ذلك الإنجاز الذي تحقق في مدة تسعة أشهر من العمل.
دور المنظمات الدولية في المساهمة في إنجاح المشروع كان للمنظمات الدولية الداعمة للمشاريع الخدمية دور عظيم في هذا المشروع الأهلي وكان لمساهمتها دور بارز في نجاحه من خلال الدعم الذي قدمته في إكتمال المشروع ومن تلك المنظمات منظمتا ( refuges norway council) المجلس النرويجي للاجئين حيث قدمت هذه المنظمة مضخة لرفع المياه إضافة إلى غرفة للمضخة وتأهيل خزان وبعض التوابع وتجهيزات ضخ تجريبي بتكلفة بلغت حوالي 15 مليون ريال يمني تقريباً .وكذلك منظمة أوكسفام البريطانية (oxfam) وهذه المنظمة عملت على تركيب الشبكة الداخلية الرئيسية للقرى بعض المعدات الخاصة بها بتكلفة بلغت 12 مليون ريال يمني تقريباً وأبرمت إتفاقية تزويد وقود ل3 أشهر إضافة إلى توفير وسائل الصيانة. وتمكنت اللجنة من الوصول إلى هاتين المنظمتين عبر مدير مياه الريف في محافظة لحج أنور المرفدي الذي أستطاع التنسيق مع المنظمتان للتعاون مع الأهالي.
المساهمة المجتمعية في تكملة المشروع المساهمة المجتمعية لعبت دوراً بارزاً في إنجاح المشروع من خلال تحملهم النفقات المالية لبعض المراحل العملية التي مر بها المشروع كي يصل لمستوى الإنجاز من تلك المساهمة المجتمعية للأهالي ومساندتهم للجنة الأهلية تمثلت في الحفريات مسافة 7500 متر تقريباً ومن ثم مد البيبات الرئيسية للشبكة عشرة بار نوع بوليثيلين التي تمر بالمناطق المستفيدة من المشروع أي من الخزان إلى منطقة السوداء. كذلك الخطوط الرئيسية الفرعية ومنها إلى المنازل وشراء العدادات. إضافة إلى نفقات نقل ومواصلات. حيث بلغ تكلفة ذلك وبحسب اللجنة الأهلية لتسيير المشروع حوالي 12 مليون ريال يمني.
اللجنة الأهلية لتسيير المشروع تشكر اللجنة أهلية المكونة من الأخ عارف عبدالله محمد الخريشي والشيخ محمد حيدره الغزالي والأستاذ فضل عبدالله الدعري والعميد حسين عبدالرحمن السيد والعقيد فضل صالح معوضة ومسعود لحوس وياسين سيف والتي بذلت جهود كبيرة وبتعاون الأهالي من المتابعة لبلوغ هذا الإنجاز وقدمت شكرها وتقديرها لأهالي المناطق والمنظمات وكل من ساعد في توفير التسهيلات وقائد حزام ردفان الأمني مختار النوبي ومؤسسة مياه ردفان ومدراء عموم ردفان الحبيلين والملاح الحاليين والسابقين ولكل من تعاون وشجع الجهود العملية. كما يضيف العميد حسين عبدالرحمن السيد رسالة توعوية ناصحة للأهالي قائلاً فيها " لقد تحملت المعاناة وصبرتم الكثير من الوقت وتحملتم نفق المال والجهد العملي خاصة النساء ولا ننسى دور الحيوان الحمير التي كان لها تركت لها بصمات في الحصول على الماء ويحب الرفق. عليكم أيها المواطنون ونحن على أعتاب إنجاز المشروع أن تتحلوا بالمسئولية الكاملة في الحفاظ على هذا المنجز وعليكم بالاستخدام الصحيح في استهلاك المياه وأحرصوا على عدم العبث وعليكم المساعدة على تنظيم سير المشروع والمساهمة الفاعلة في وقت الحاجة حال حدوث ظروف طارئه حتى نحفظ كلنا ما قمنا به وعلى الجهود التي بذلناها حتى نحصل على ما حصلنا عليه وأشكر الرب على هذه النعمة وأشكر (عدن الغد) التي كانت لهما بصمات وساعدت على نشر المناشدات وشجعت الجهود.