في خضم الأحداث الدائرة على مستوى الأزمة اليمنية والحرب التراجيدية الدائرة رحاها في مناطق الشمال منذ زمن لم نعد نتذكر بداياته سوى إنهُ بعيد ، نجد أنفسنا تائهين عاجزين عن قراءة الوضع وتحليل سيناريوهاته المحتملة ، خصوصا بعد تدخل قوات من النخبة الجنوبية وتوغلها في العمق الشمالي محققة نجاحات كبيرة لم يتوقع أكبر المتفائلين تحقيق 10% مما حققته . اسئلة كثيرة جدا لم أجد لها إجابة لتبعث في نفسي الطمأنينة وفي نفوس ابناء الجنوب الذين لسان حالهم يقول . ماذا بعد هذا ؟؟ ! ماذا سيستفيد الجنوب من التضحية بخيرة شبابه في تحرير الشمال ؟؟ الذي لا يجد اهله حرجا في التصريح علناً بالوقوف ضد مصلحة الجنوب وحقه في تقرير المصير ونيل استقلاله وحريته، ويعتبروا هذا الحق جريمة ، بل ولا يجب حتى مجرد التفكير بها !! . قد لا امتلك الكفاية المعرفية في السياسة واستراتيجياتها لتحليل الاحداث وفك رموزها وشفرات تداعياتها ، إلا إنني امتلك حدس وطني اكتسبته من خلال المعاناة التي عانيناها ونعانيها على تراب وطننا الجنوبي منذ أمد بعيد ، بسبب ضعف سياسينا الجنوبيين الاولون والآخرون في قراءة الاحداث والتخطيط السليم لها ، هذا الحدس يخبرني إن ما يحدث الان امتدادا للسياسة الجنوبية الخاطئة التي عانينا منها في الماضي ولازلنا . " ارسال ابناء الجنوب لتحرير الشمال خطأ سندفع ثمنه غاليا" . اتمنى إن اكون مخطئ لإن صواب ما قلته وحذرت منه يعد حماقة لسياسينا الجنوبيين "لا تغتفر" فيكفينا تجارب وعبر . الانتصار الذي حققته القوات الجنوبية بتوغلها داخل اراضي الشمال وعلى الشريط الساحلي الممتد من عدن وحتى المخا لحماية المياه الاقليمية ، كفيل بتوضيح الصورة المشوشة لقوات التحالف العربي تحت قيادة المملكة العربية السعودية ودول الخليج العربي وتبيانا لهم لمعرفة من هم ابناء الشمال الذين اولوهم الثقة ولازالوا يولوهموها لدرجة السذاجة . إعادة القوات الجنوبية للداخل الجنوبي وتطهير ما تبقى من اراضيه من عناصر الحوثي وحلفائه، وبناء جيش وطني قوي وتثبيت الأمن والاستقرار على كامل تراب الجنوب هو المطلب الاساسي والعمل الصائب الذي يجب على السياسيين الجنوبيين بالتعاون مع التحالف العربي فعله والتفكير به وإيلائه الأولية في المرحلة القادمة ، فغير ذلك يعني بالضرورة لعنة وأصابتنا .