لم اكن اتخيل ان الاقدار ستزفني الى ارض الصومال ولم اكن احفظ حتى اسم العاصمة الوديعة هارجيسا.. لم اكن على دراية بما يترتب عن الحروب من قهر وفاقة وتشرد.. عشت فقط حالما بعالم جميل يشع فيه انقياء ويزينون جنباته. كغيري فجعتنا الحرب ولم يكن بمقدورنا تحمل صلفها فذهبنا الى البحر فسحة الله العظيمة لتقودنا الى بر آمن ينجينا من صلف الساسة واطماعهم وجنونهم وهوسهم الذي لا تستطيع غضاضتنا استيعابه. كانت بربرة ومن ثم هارجيسا الظل الذي فئنا اليه وكانت كريمة ببساطة وكرم ابنائها .. بسرعة دثرتنا طمأنينة وشعرنا باننا بين اهلينا.. حناجرنا المخنوقة بالعبرة تريد اطلاق صرخة: ما أروعكم ايها الصوماليلانديون!! لم نشعر بالغربة ونحن بين هؤلاء الانسانيون امنونا من خوف وجوع وامكانياتنا ضئيلة جدا. لذلك كله اقول وبملأ الفاه بان مسدس الضابط او العسكري الذي وضعه في راس يمني في مطعم صنعاء في هارجيسا ولسانه يلهج بالقتل والاستصغار والتعالي والكلب المشرد والرصاصة الواحدة.. كذلك 40 شخصا ينتمون لأرض الصومال يعتدون على 3 يمنيين في هارجيسا.. كل ذلك لا يهم امام كرم ومهنية امن ارض الصومال ملاذنا الآمن فله كامل احترامي وتقديري.. انا على ثقة بان هذه الدولة ستكون ذات شأن.. شكرا لرئيسها.. شكرا لحكومتها.. شكرا لكل مفرداتها النبيلة. اقول لليمنيين في ارض الصومال: ثقوا بالعدل فقط تكاتفوا لإيصال مظلومياتكم لحكومة ارض الصومال. فرصاصة واحدة او مدافع الارض لا تكفي لان نفقد ارتباطنا الروحي بأرض الصومال ارضا وبشرا..