لو تفحصنا لمكامن الشر والفساد في اليمن للفترة الزمنية التي تمتد لقرابة ال 30 سنة الماضية لوجدناه ماثلا في هرم السلطة متجسدأ في المخلوع صالح والبطانة والحاشية الذين لازموه والذين ((عارضوه )) معارضة المصالح الشخصية والمنافع الحزبية طيلة فترة حكمه مع اختلافات بسيطة في نسبة الشر ودرجاته من هذا الفاسد لاخر . تجذر اصل الشر وتفرع وانتشر وتفاقم وتمّكن واصبح هو الدولة والدولة هو، ثلة من الناس الاشرار اللئام جثمت على صدور الناس عقود من الزمن في ظل حقبة سوداء مليئة بالإحداث والاجرام ومازلنا نعاني من نتائج هذه الحقبه ليومنا هذا.. وحتى لا نتوه سنتحدث بسطحية واختصار ونبتعد عن التفاصيل وعن الأحداث التاريخية الكثيرة التي تروي عنترية وعنجهية (امبراطورية الشر) التي انهكت بني الانسان في بلد تسمى الجمهورية اليمنية، لنسرد فقط اهم المنعطفات والمسارات والمراحل الحديثه التي وصل اليها الشر في اليمن . في 2007 كانت البداية باول تحرك حقيقي وحقوقي والذي به سطع نور الامل وبه بدأت الاصوات تتعالى صارخة رافضة لقوى الشر والظلال ، نعم انطلقت ثورة الاحرار ثورة الحراك الجنوبي السلمي واطلقت صرخة مدوية مزلزلة مردده وباعلى صوت (لاا) .. كفانا ظلما كفانا قهر كفانا عنطزه وعربدة ، فجوبهت تلكم الثورة بكل ما اوتي الشر واعوانه من قوه وصلف وعنتريه فسجن وضرب وقتل وسحل كل من يتظاهر او يؤيد او ينتمي لها ، الا انها استمرت بعزيمة واصرار حتى تعززت وبعد 4 سنوات من انطلاقها بثورة الشباب الاحرار الانقياء في 11 فبراير2011 والتي قامت ايضا ضد العتاه والمجرمون وكلا الثورتين التقت ووحدها هدف اساسي ربط بينهما وهو الاطاحة سلميا براس الافعى و انهاء حكم الطواغيت ومحاصرة الشر في البلد ووأده، ولكن وبما يتمتع به قادة الشر من مكر وخبث وخسة وخديعة تمكنوا من الالتفاف على ثورة الشباب ، فانسلخ بعضهم وبدلوا جلودهم كالافاعي السامة يتغيرون وتتبدل مواقفهم وفقا للمصلحة اين هي ! فهم لا تحكمهم اي مبادئ او ثوابت ولا همَ لهم الا الابقاء على منافعهم ومصالحهم الشخصية والحزبية يستميتون للابقاء عليها ما استطاعوا.. فتاقلم جزء خبيث من قوى الشر مع كافة الجرع الثورية حتى اصبحوا بين عشية وضحاه حماة لثورة التغيير وقادتها !! هنا انشطر معسكر الاشرار لجبهتين ومحورين تحت سقف المصلحة والسلطة والمال على حساب الوطن والمواطن..اتجه المحور الاول لمواجة الثوار بالحديد والنار والمحور الاخر كان يعمل بصمت وبخبث ومكر ونجح في الاخير من الانقضاض على ثورة الشباب وسرقتها ، سرقها الانانيون الحمقى الاغبياء ولفظت ثورة فبراير انفاسها الاخيرة واقصي الشباب ومن خلفهم كافة فئات الشعب ، الشعب الذي لم يكن يعني يوما لهؤلاء المتصارعين شيء سوى العدم ورقم مليوني لتعداد سكاني لا فائدة منه الا في مقررات مادة الجغرافيا ..اُختصر الوطن حتى اصبح ساحة صراع بين خصوم متناحرين من محوري الشر.. لا احد ينكر ان الرئيس عبدربه منصور هادي كان يستشعر حقيقة المعضلة والمشكلة الاساسية في اليمن والتي تكمن في هذين المحورين فحاول تقزيمهم وتمزيقهم والقضاء عليهم عبر قرارات تفكيك منظومة فسادهم الامنية والعسكرية .نظر الكثير لهادي في هذه المرحلة بتفائل كبير واصبح بمثابة المنقذ لأمل منشود، لكنهم أفشلوه وخرج مُطارد من صنعاء وتكفل بذلك محور الشر المتمثل بالانقلابيين ..بينما محور الانتهازيون الذين كانوا يتفرجون على الاحداث اكانوا في العاصمه صنعاء او من فر منهم الى تركيا وغيرها كانوا يترقبون لمن ستكون الغلبه لياتوا بعدها مهرولين مكبرين ومهللين للمصلحة ومع المنتصر! .. تكفلت عاصفة الحزم بالقضاء على محور شر الانقالبيون في صنعاء والذي يقوده المخلوع صالح والحوثيون ، لكن المشكله والمعضلة ايضا في محور الشر الاخر المليء بالمتقلبين والمتلونين واللصوص والناهبين المنبوذين في الارض والسماء الذي وللاسف نراهم اليوم من المطبلين كذبا وزورا لشرعية الرئيس هادي الذي استنجد بهم كمستجيرٍ من الرمضا بالنار ومنهم من هو متربع الان في الصفوف الاولى (للشر عية) ... لن يصلح حال هذا البلد طالما ان محوري الشر باقية و قائمه (محورالشر المتمثل بمعسكر الانقلاب ومحور الشر المندس داخل الشرعية ولابس قِناعها !)