المتفحص لأبعاد فرملة المسار الميداني لدى الاخوة في الشمال سيعثر لاشك على ابعاد عميقة المدى منها على سبيل المثال لا الحصر الارث التاريخي للخيانة فيمن يتم استدعائه لانقاذ الشعب الشمالي، على الخارطة يبدو الامر سهلا بينما في واقع الحال تظهر العراقيل التي تؤكد صعوبة المهمة والتي تشي بحالة ممانعة كبرى لدى المجتمع في مواجهة التحرر والرضا بالتبعية والجمود وبقاء الحال على ماهو عليه .. في الستينيات توقعت القيادة المصرية ان المفاهيم التي عصفت بالمنطقة انذاك وعلى راسها تلك المرتبطة بزوغ حركات التحرر الوطني يمكن ايجاد ارضية صلبة لها اثناء التدخل المصري الشهير لمساندة الثوار اثر النزاع الناجم عن قيام ثورة سبتمبر ضد الحكم الملكي الا ماخسرته مصر على اسوار صنعاء ربما يفوق ماخسرته طوال سنوات المواجهة مع الكيان الصهيوني ولعل الامر اليوم يتكرر مع اختلاف التفاصيل ففي الوقت الذي قامت مايسمى المقاومة في الشمال بعملية تراخي بشعة اثناء زحف مليشيا الحوثي صالح الى الجنوب فانها وفق نفس المنهجية اكتفت بالهدير الاعلامي اثناء المواجهة العسكرية في جبهات نهم صرواح تعز الخ الخ بل انها ابدت تذمرا واسعا من تقدم القوات الجنوبية في الساحل الغربي وكانها ترغب في بقاء الحرب على نفس الوتيرة.. ومن حصيلة كهذه يمكن للمشككين ان يجدوا المبررات في اتهام قيادات شمالية بالتورط في اعمال قتل دراماتيكية لقيادات جنوبية في المخا وباب المندب مثل الشهيد عمر الصبيحي واللواء احمد سيف ..الا يشير الاداء الحربي للمقاومة الشمالية الى الاف علامات الاستفهام ..مما يدل ليس على عدم الجدية فحسب بل وعلى التواطؤ الفاضح والمشين وهل ستدرك القيادات الجنوبية الامر مبكرا لتفادي مزيد من الخسائر في الارواح ام انها بحاجة الى تكرار النموذج المصري.