خسر الجنوب واليمن عامة واحدا من أبرز القادة الأبطال المخلصين لدينهم ووطنهم وأمتهم. نبأ استشهاد اللواء الركن المناضل/ أحمد سيف اليافعي صباح أمس الأربعاء الموافق 22 فبراير 2017م كان أشبه بالصاعقة على جميع اليمنيين الشرفاء قيادة وشعبا وعلى قيادات وجنود قوات التحالف العربي في اليمن. الذي تابع ردود الأفعال في الصحف والمواقع الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي وكل الوسائل الإعلامية بعد خبر استشهاد اليافعي يدرك أن الجنوبيين وأنصار الشرعية من الشماليين جميعهم بكل مكوناتهم وسياساتهم وتوجهاتهم لم يجمعوا على شيء قط منذ عقود كما أجمعوا اليوم على حجم الخسارة الكبيرة التي مني بها الجنوب واليمن عامة باستشهاد اللواء اليافعي نائب رئيس هيئة الاركان العامة. والذي اطّلع أيضا على برقية عزاء الرئيس هادي لأسرة الشهيد، وتابع تعليقات القيادات الجنوبية الحاليين والسابقين وكذا تعليق القائد الإمارتي ناصر المشبب وما تناولته وسائل الإعلام المحلية والعربية والعالمية سيدرك ما يعنيه رحيل اليافعي بالنسبة لليمن ولدول التحالف. الصدمة الكبيرة التي تلقاها الشعب اليمني جنوبا وشمالا وقيادة التحالف العربي بخسارة اليافعي كانت متوقعة، كيف لا ونحن نعلم أن اليافعي كان قائدا للمنطقة العسكرية الرابعة وهي المنطقة العسكرية الوحيدة التي قاومت الانقلاب حينها بقيادة الشهيد علي ناصر هادي ثم تولى قيادتها اليافعي رحمهما الله ، كيف لا واليافعي هو من قاد المقاومة في عدن وقاد عملية السهم الذهبي ونقل لنا بشرى تحرير عدن ثم بشرى تحرير محافظة لحج وقاعدتها العنيدة "العند" كيف لا وهو من قاد المعركة ضد تنظيم القاعدة في محافظة أبين الجنوبية، وتحدث عن انتصاراته البعيد قبل القريب والعدو قبل الصديق. كيف لا وهو أحد أبرز قادة معركة تحرير الساحل الغربي الممتد من عدن "جنوبا" إلى المخا غرب تعز وقد كان رحمه الله فجر أمس قبل استشهاده في منطقة يختل بالقرب من منطقة الخوخة التابعة لمحافظة الحديدة مع رفاقه الأبطال لمواصلة التحرير والقضاء على الانقلاب. كيف لا وهو من طارد الانقلابيين والقاعدة من شارع إلى شارع ومن محافظة إلى أخرى. كيف لا وهو من تبوأ العديد من المناصب العليا في الجيش خلال خدمته الطويلة التي امتدت إلى ما يقارب الخمسين عاما، وكان مثالا يحتذى به في الجد والاجتهاد والانضباط والإقدام والشجاعة والتواضع، وفي كل موقع كان يترك بصمة كبيرة وأثر طيب يتذكره زملائه القادة وجنوده ومن يأتي بعدهم. الخسارة كبيرة والمصاب أكبر، اعتصرت قلوبنا ألما، عجزت أعيننا أن تذرف الدموع لنتنفس، وعجزت أقلامنا عن التعبير لنخفف عن أنفسنا جور المصاب، ولكن في النهاية هذه هي إرادة الله سبحانه وتعالى وعلينا أن نتقبلها ونؤمن بها. وبهذا المصاب الجلل أنقل أحر التعازي وعظيم المواساة أصالة عن نفسي ونيابة عن كآفة قبيلة بني مصطفى في الداخل والخارج إلى أولاد الشهيد وإخوانه وجميع أفراد أسرته الكريمة وإلى آل المحرمي ويافع عامة، وكآفة أبناء الجنوب، وكل الأحرار في هذه المعمورة وإلى كل أصدقاء ورفقاء الشهيد من الجنوبيين وقيادات وجنود قوات التحالف. السؤال الذي أحب أن أطرحه على الجميع وأتمنى أن أحصل له أجابه هو: كم نحتاج من السنين وكم ندفع من دماء الرجال حتى يصحى ضمير المتخاذلين؟ رحمك الله يا أبا منيف وأسكنك فسيح جناته. إنا لله وإنا إليه راجعون