في 7 مارس الحالي ودعناه إلى مثواه الأخير في موكب جنائزي مهيب .. ودعناه بكل ألم وحسرة على فراقه وفراق نضاله المتوهج بشعلة التحرير والاستقلال، عرفناه منذ بدايات تأسيس الحراك الجنوبي في 7/7/2007 فقد كان من مؤسسي الحراك في محافظة شبوة .. ومن يومها نذر نفسه فداء للجنوب وأهله ، وحمل روحه على كفه في سبيل هذا الوطن الذي أحبه بكل مشاعره وجوارحه . الجميع يعرفه رافعا أصبعيه الوسطى والسبابة والتي تعني النصر أو الشهادة فكان له ما اراد .. وتحققت الشهادة التي طلبها في الميدان .. فقد وجدها في مكان مصدر قوت أبنائه الذي لا يملك سواه . إنه أخي وصديقي وزميلي الشهيد بإذن الله حسن عبدالله حنشل (أبو عبود) الذي اغتالته الأيادي الغادرة الآثمة . . اغتالت صاحب المبدأ الذي وضعه لنفسه واختاره بنفسه .. مبدأ العزة والكرامة في الوقت الذي قل فيه أصحاب المبادئ الحرة والشريفة . عرفته مناضلا ومخلصا لم يتأخر يوما في ما سيطلبه الوطن منه .. لم تمر فعالية دون أن يكون له حضورا ون يكون هو المحضر لها إعلاميا وأمنيا .. ودور في عملية التنسيق بين المكونات .. كان لا يحب أن يرى إخوانه في المكونات على خلاف حرصا منه على لم شمل الصف . عرفته ثوريا بمعنى الكلمة. .. في مشاركاته العديدة المستهدفة تحرير الجنوب .. فقد قلد نفسه دورا عسكريا مشاركا في معركة مفرق الصعيد الذي جرح على أثرها .. وجراحه لم تثنيه عن معركة العند الذي جرح فيها أيضا .. ولم يتردد كذلك في المشاركة في معارك تحرير بيحان .. وكانت له أدوار ا بطولية وعسكرية في هذا الجانب يشهد لها جميع من عرفه ورافقه . عرفته شاعرا وطنيا وثوريا لم يبخل على ثورة الجنوب ومقاومتها الجنوبية في تحفيزها بالشعر الذي يصور فيه مآسي شعب الجنوب وثورته السلمية والمقاومة العسكرية . لن نقدر أن نعطيه ما يستحقه في اخلاصه ونضاله واصراره على تحرير واستقلال الجنوب .. الكلام يطول عن صفات ومناقب ومنجزات الشهيد التي لا يمكن لنا حصرها في عدة سطور . نسأل الله أن يغفر لأخي حسن ويتغمده برحمته وأن يغفر ذنبه ويلحقه بالشهداء والصديقين ويجعل قبره روضة من رياض الجنة وأن يغسله بالماء والثلج والبرد .. وأن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان .. إنا لله وإنا إليه راجعون .