عندما كان المخلوع في اوج قوته وكانت معسكراته تطوق الجنوب كان يردد شعار ( الوحدة اوالموت ) واحيانا يتلطف بالعبارة ويردد ( من لايريد الوحدة يشرب من البحر ) وكانت لاقواله ما يبررها فعشرات الالوية حول الجنوب رهن اشارته يحركها متى اراد وكيف اراد ، لذلك حصدت بنادق عساكره قرابة الثلاثة الالاف شهيد جنوبي قرروا ان يختاروا الموت على ان يقبلوا معه بوحدة لايشعرون في ظلها بكرامتهم وانتمائهم وهويتهم. وبما ان الايام لا تقف على حال فقد تغيرت الموازين وتخبط المخلوع وعجزت الويته وعساكره المدججة عن حسم الموقف وبدات جدران صالح الحصينة تتصدع ليس في الجنوب فحسب ولكن في اليمن كلها فقد كسرت الارادة الجنوبية صنميته ومكنت الجميع من هدم قدسيته التي بذل من اجلها الكثير . وتوالت الازمات على صالح وتساقطت اوراقه حتى اصبح عار الا من قليل لايكاد يغطي عورته ، وانهارت امبراطوريته التي كان يعدها للابناء ويمني النفس بان يطالها الاحفاد ، ولم يعد لشعار ( الوحدة او الموت ) ما يحميه او مايبرره نظرا لانهيار قوة صالح وتوالي الطعنات على صدره ، واعتقد الجنوبيون ان عقلية شمالية مسئولة في طور التشكيل ، وان العبرة من اخطاء الماضي قد اخذت موقعها في نفوس الجميع ، الا ان هذا الاعتقاد سرعان ما ابطلته الممارسات التي لاتخالف سلوك صالح قيد انملة. تحالف صالح مع اعداء الامس الحوثيين وقرر ان يستعيد امبراطوريته ولكن بثوب اخر وفكر مختلف فانقلب على الدولة والمؤسسات التي ضج مسامع الناس بانها هي من تحكم الدولة لا الافراد ، وما ان استقر له الولاء في صنعاء حتى قرر ان يجتاح الجنوب مرة اخرى ويحيي شعارات الوحدة او الموت بصبغتها الجديدة وصيغتها المحدثة ، ولكن حساباته لم تكن دقيقة فوقع في شرك افعاله وكانت الجنوب هي قاصمة الظهر فقد كتبت نهاية المخلوع الفعلية في الجنوب ، ومرة اخرى اعتقد الجنوبيون ان شعارات الوحدة او الموت قد طويت والى الابد ، ولكن مالبث هذا الاعتقاد ان تبدد مرة اخرى ! عاد شعار ( الوحدة او الموت ) مجددا و صاحب الشعار هذه المرة هو ( الرويشان ) وزير الثقافة واحد رموز الفساد الذين تعاملوا مع الجنوب على انه غنيمة فكونوا ثروات لاحصر لها واسسوا امبراطورية تجارية مشهورة ، فقد نشر على صفحته في الفيس بك انه سيقاتل من اجل الوحدة ومن اجل مستقبله ومستقبل ابناءه ! وكأن الويته لاتزال تطوق الجنوب وجيوشه لاتزال في ثكناتها !! ونسي او تناسى ان المقاومة الجنوبية استخدمت الجرافات وسيارات النقل الثقيل لجرف جثث جنودهم التي تلوثت بها شوارع الجنوب ، وان اخر جندي قادم من الشمال كان وجبه دسمه للسباع في جبال الضالع ، وتناسى ان المقاومة الجنوبية تعمقت في المخاء وتقدمت وهي على مشارف الحديدة... الموازين تغيرت والوقائع على الارض تبدلت والعقلية الشمالية في تصدير الموت والقتل لاتزال كما هي !! غريب امركم يا شعب احمد .