في لحظة تاريخية فارقه هرب فيها الكثير من القيادات خارج الوطن ، ولزم فيها الكثير الصمت وربما الاستسلام والقبول بالأمر الواقع ، وجد هذا الشعب نفسه وحيدا في مواجهة مصيره بمفرده ، واغذق سواد الليل بظلمته الحالكة بعد أن تعرض الوزير اللواء محمود الصبيحي للأسر في الخامس والعشرون من مارس 2015م بعد أن خاض مع رفاقه مواجهات شرسة على مشارف الحسيني لصد طلائع القوات الغازية وكسر تقدمها إلى مدينة الحوطة عاصمة محافظة لحج
منتظرين وصول التعزيزات العسكرية من قيادة المنطقة وقد سقط حينها العديد من مرافقيهم بين شهيد وجريح ونفاذ كل مالديهم وتشتت ما تبقى منهم في ظل المواجهات العنيفة وبفعل السلاح النوعي الذي يمتلكه الخصم في القتال ، لم يكون يعلم حينها أن ذلك هو الفخ المحكم الذي تم نصبه للتخلص منه للحيلوله دون إعاقة تقدم جحافل الغزاة ومواصلة سيرهم إلى عدن التي هيأ فيها المعلب بشكل مخطط ومدروس من قبل مجموعة من الخونة وعديمي المروة والضمير الذين رضوا لأنفسهم أن يكون دمية بيد جلاديهم وأسيادهم ،
فجاءت الرياح بما لا تشتهي السفن وبعد أقل من 24 ساعة ، بإعلان التحالف العربي الدخول على خط المواجهة للقضاء على هذا التمدد ، حينها أصبحت كل قواتهم التي اخذتها العزة بالأثم في استباحة كل ما هو جميل في عدن والجنوب وقتل ومحاصرت وتجويع شعبه وأسر قيادته هدفا مباحا للطائرات وصولا إلى الهزيمة الساحقة التي منيوا بها بفضل من الله وصمود رجال المقاومة الجنوبية الباسلة ودعم وإسناد التحالف العربي ، أنها عدالة السماء التي تجلت في أبها صورها لأنصاف هذا الشعب المظلوم وحتما سوف تنتصر هذه العدالة لتلك القيادة الشريفة والمخلصة القابعة اليوم في زنازين الطغاة .
اللواء محمود الصبيحي ضمير حي يمشي على الارض بصموده الباسل في المعتقل والذي يبعث من خلاله رسالة لكل احرار العالم ليخبرهم انه لا مساومه ولا مهادنه مع قوى الشر والظلام ، وأن الصمود والبقاء هو الطريق نحوى الخلاص والانعتاق والتحرر .
أعجب في نظري إليه وهو يقف في الأسرى مع رفاقه وفي معتقلهم يديرون معركة البقاء والصمود ، لا يتوقفون عن غيظ أعدائهم حتى وهم تحت قهر أيام السجن الحاقدة ، وفي لجت الليل يسكنون مع المغارات يظللون الوطن ، وينسجون بصمت ملحمة الفداء في صحراء العند والحسيني.
اكتب كلماتي وبكل فخر عن رجل شجاع كان عنيدا وشرسا في ميدان المعركة وهو يدافع عن وطنه وابناء شعبه بدون تراجع أو خوف ضد قوى ظلامية حاقدة إرادة اغتصاب الأرض واذلأل الإنسان واهانت كرامته وأدميته ، أنه القائد اللواء محمود الصبيحي قائد الفعل وحارس القيم ، وهو ملح الارض الذي لايفسد ، فبه وبامثالهم يصير الاستثناء ، في كل محطات النضال الوطني. تأتي الذكرى السنوية الثانية للأسرى في ظل الصمت المخزي والغير مبرر له من قبل السلطة الشرعية ، ومنظمات الاممالمتحدة المعنية بمتابعة تنفيذ القرار الامم 2216 وخصوصا الفقرة الأولى منه والمتعلقة بالأفراج عن الأسرى وفي مقدمتهم وزير الدفاع ورفاقه ، وهذا ما يعد وصمه عار في جبين الانسانية جمعا.
اما آن الآوان للقيادات الرسمية في الحكومة الشرعية بأن تقف امام مسئولياتها، وأن تعمل على مراجعة أولوياتها، من خلال تفعيل ملف الأسرى ومطالبة تلك الاطراف بتحمل مسئولياتهم والقيام بدورهم والضغط على المليشيات بالإفراج عن الصبيحي ورفاقه فوراً. ختاما نتمنى للقائد الأسير اللواء محمود الصبيحي ورفافة الأسرى الفرج القريب ، فالنصر هو صبر ساعة ولابد أن ينتصر السجين من على السجان ، فالسجناء يحملون الحرية كمعتقد من أجل شعبهم ومن أجل وطنهم.