لا نعرف لماذا أُختير إنعقاد قمة العرب ال 28 على شاطئ البحر الميت! لكن، من يرتب، وينسق لإنعقادها، هو من يعرف السرّ. من وجهة نظرنا، إنعقاد القمة على شاطئ البحر الميت غدا، يشير ألى أن القضايا المصيرية العربية ستبقى جامدة وراكدة مثل مياه البحر الميت، كما أن الحكام العرب ليس بأيديهم القرار، لإتخاذ قرارات شجاعة تصب في صالح شعوبهم العربية، لإنّهم تخلوا عن واجباتهم الأخلاقية والقانونية والوطنية، وأصبحوا أدوات لقمع شعوبهم نيابة عن المستعمر الجديد، ولذلك قراراتهم التي سوف يتخذونها ستكون راكدة مثل ركود مياه البحر الميت ولا فائدة منها. لا تعلق الشعوب العربية آمال على هذه القمة، ولسان حالها حول هذه القمة هو كما يقول أحد أبناء الكنانة،" تنعقد القمة أو ما تنعقدش ما فيش خراج، أنا ما يهمني إنعقاد قمم هؤلاء الموتى". شبعت الشعوب العربية من القمم العربية السابقة. لم تجني الشعوب العربية من القمم السابقة غير البيانات الختامية الرنانة والتي لم تغير من الأمور شيء، لصالح المواطن العربي المقهور. يوجه المواطن العربي اليوم لقادة دوله هذه الأسئلة، التي لم يجد لها إجابة منذ سنين. هل يستطيع الحكام العرب تركيع إسرائيل وإرغامها على الخضوع ولو لمبادرة السلام العربية التي قدمها العاهل السعودي الراحل عبدالله بن عبد العزيز؟ هل يستطيع قادة العرب رفع علم فلسطين في قلب القدس العربية؟ هل يستطيع القادة العرب وقف الحروب العبثية في سوريا والعراق واليمن وليبيا؟ هل يستطيع زعماء العرب إيقاف المد الإيراني المدعوم غربيا؟ هل يستطيع القادة العرب حل مشاكل الحدود بين الدول العربية، وحل مشكلة اللاجئين، والبطالة، والفقر،،،، الخ. نعرف مُسبقا أنّ هذه الأسئلة لن تجد جوابا في الوقت الحالي، لأنّ هذه الأنظمة لم تُبنى على أساس عقد شرعي بين الحاكم والمحكوم. أغلب هذه الأنظمة جاءت إلى كرسي الحكم على ظهر الدبابة والمدفع وجثث الأبرياء المحترقة. ستكون هذه القمة مثل القمم العربية السابقة ولن تغير من مجرى أحداث المنطقة شيء. يمكن لهذه القمة أن تُزيل بعض المشاحنات الشخصية بين بعض زعماء الدول العربية، لأن العاهل الأردني لدية دبلوماسية لا بأس بها في حل المشاكل الشخصية بين زعماء الشعوب العربية. للأسف أصبحنا مسخرة لدول العالم. لن ترى الشعوب العربية التقدم والخير والسؤدد، إلا في ظل وجود أنظمة عربية عادلة مسنودة بإرادة شعبية، وهذا غير متوفر في الأنظمة الحالية. نقولها ونحن نتحسر ونتألم، تعيش الشعوب العربية، والتي نحن جزءاً منها، أسوأ مراحل تاريخها على كافة الأصعدة السياسية والتعليمية والاقتصادية والثقافية...الخ، وزعماء العرب يتبجحون وكأنّ الأمر لا يعنيهم. لا نعرف هل السمنة أثرّت على مُعظم زعماء العرب حتى أصبحوا غير قادرين لإدراك ما يدور حولهم، ولا يعرفون ما الذي يدور داخل أوطانهم؟! أمّ أنّهم مُنتظرين للقدر المشؤوم الذي بشر به الزعيم الراحل صدام حسين حين قال " أنتم ستعدمكم شعوبكم". وبالتالي، يعرف هؤلاء الزعماء العرب أنّهم لا يستطيعوا تغيير شيء وما عليهم سِوى المضي قدما في سياسة الخنوع والذل وإستجداء العطف والحماية من ألدّ أعداء الأمة العربية، حتى يأتي اليوم الذي يحاكمون فيه ويتساقطون واحدا تلو الآخر مثل أوراق الخريف. يبدو أنّ القطار يمشي ببطء للوصول إلى نبوة الزعيم الراحل صدام المجيد، لكنه يمشي في الإتجاه الذي بشر به. قدمت الشعوب العربية الكثير والكثير مُذْ ستينيات القرن الماضي مرورا بثورات الربيع العربي، لتغيير هذه الأنظمة، ولا زالت هذه الشعوب تدفع الثمن حتى كتابة هذه السطور. ترفض الشعوب العربية الضيم، والخنوع، والذل، والهوان، والعبودية، لذلك، سياتي اليوم الذي يصبح هؤلاء الزعماء من الماضي، وسيأتي الجيل الذي يحقق كل ما تصبوا إليه شعوبنا العربية. نأمل أن يكون ذلك في القريب العاجل. كاتب وباحث يمني