أثبت الجنوبيين بما لا يدع مجال للشك في صدقهم ووفائهم ونُبلهم وإخلاصهم مع دول التحالف العربي وظهر ذلك جلياً من الوهلة الأولى دون تردد أو مواربة أو تراجع فكانوا اليد الضاربة ورأس الحربة في مواجهة الحوثة والمتحوثيين من الإصلاحيين والمؤتمريين "حزب مسعدة-صالح"وجوقة المنتفعين والمنافقين من مشايخ الريال والدرهم والدينار.!!! لقد كان لتدخُل التحالف العربي في اليمن وخصوصاً في الجنوب أمراً مُشرفاً بل مُلحاً وذلك لتأمين بلدان الجوار والملاحة الدولية من خطر داهم ومن فوضى قادمة تقودها مليشيات لا تعترف بالنظام ولا القانون مليشات غوغائية تستند على إحياء فكرة المشروع السلالي ،وهذا بات جلياً وواضحاً في أدبيات "جماعة الحوثي"المتطرفة بقيادة سيدهم عبدالملك الحوثي ،مامن شك ان التدخل خدم الجنوب أرضاً وإنسانا ولكن طول المدى وعدم الحسم سريعاً لتلك الحرب جعل أمرها كمن يخوض في رمال متحركة لاقرار لها ولانهاية أؤمن بإن نوايا التحالف العربي صادقة وان الغرض هو إحتواء المد الإيراني الخبيث ،ومعالم تدخله لاتخطئه عين ولاأذُن ،إنما مايراه الجنوبيين هو محاولة بعض الأطراف وبعض المحسوبين على الشرعية اليمنية إضعاف وتهميش دور المقاومة الجنوبية وماقدمتهُ من تضحيات كبيرة جداً جدا . كوادر وشباب وقادة من الطراز الرفيع سُفكت دمائهم وكانوا أكثر عطائاً ونبلاً فاندفعوا إلى حيث يمليه الواجب عليهم أن يكونوا ،ودكوا حصون وقلاع العدو في مأرب وتعز والمخا،وهم سائرون على الدرب أوفياء العهد لايخونوا التحالف ولايطمعوا بمكاسب مادية كما هو حال المقاومة الشمالية الإصلاحية . الآن الجنوبيين وبعد مرور أكثر من عامين على الحرب لابد وأن يشعروا إنهم "شركاء لا أجراء". والشريك من حقه أن يتساءل وأن يلقى إجابات صادقة لتساولاته ؟ أما أن يستمر التكتم والتعتيم وعدم الوضوح يخلق حالة من التوجس لدى السواد الأعظم من الجنوبيين ،ليس هذا مايجب أن يكون ! بل المنطق يقول أن الشريك هو ند لشركائه ويجب أن يعتد برأيه ويستمع لمطالبه الملحّة لا أحد يقدم روحه رخيصة دون مقابل أبدا ، نفق الوحدة المظلم عانا منه الجنوبيين معاناة مريرة وقاسية ،فلا يستقيم أن يخرج الجنوبيين إلى دوامة تعصف بهم وتهلكهم لتكون النتيجة هو العودة مرة أخرى إلى نفق لم يكادوا أن خرجوا منه وبخسائر فادحة ثمنا للحرية . يجب الخروج برؤية واضحة مع الشركاء في التحالف لشكل الدولة الجنوبية وماهي الضمانات وبعدها ماهي الفوائد التي تعود على الجميع . الشفافية هي السبيل الوحيد لتحقيق النصر على عفاش والجماعة الحوثية ،وغير ذلك سيظل التحالف يهدر الطاقات والأموال في قتال مستمر نتائجه أصبحت تُفضي إلى حرب عبثية لها نتائج وخيمة وكارثية.