قد يختلف البعض معي في وجهة نظري هذه إذا ما طرحتُ رأيي بشكل سردي تفصيلي، لكنَي ولكي أضعه أمامكم بشكل أفضل وتحللونه بأنفسكم على نحوٍ أسهل، سأقدّمه على شكل أسئلة وتساؤلات واستفسارات.. وهنا ولكي أصل بكم إلى وجهة نظري، عليكم أن تجيبوا على أسئلتي وتساؤلاتي هذه، لتفهموا مقصودي ويتأكد لكم صواب رأيي التحليلي، فإلى الأسئلة التالية:
1- برأيكم، لماذا تعمّد ولي ولي العهد السعودي (محمد بن سلمان) توقيت إجراء هذا اللقاء والحديث فيه عن الإخونجيين بعد قرارات هادي الكارثية واستعدادات الجنوبيين للزحف إلى مليونية بيان عدن التاريخي؟
2- ولماذا أكّد أيضاً بأنّ الإخونجيين هم وراء شائعات مغرضة تهدف إلى تخريب العلاقات السعودية المصرية، وكذلك العلاقات السعودية الإماراتية (بل وأكد أنّ ما ينشره الإخونجيون من أن هناك خلاف بين السعودية والإمارات، ليس إلا شائعات) ؟؟؟
3- ولماذا تعمّد المذيع في أحد أسئلته إلى السؤال عن موقف قبائل الشمال، ولم يقُل قبائل محافظة كذا أو إقليم كذا، بل قال قبائل الشمال (وفي هذا إشارة صريحة أن الجنوب وقبائله يمثلون استثناء)؟؟؟
4- لماذا نشرت القناة (مسبقاً صباح أمس) مقطعا إعلانياً للقاء الصحفي، ولم يحتوي ذلك المقطع من ردود بن سلمان وكلامه الكثير، إلا قوله للمذيع (تقصد الإعلام الاخونجي؟؟)؟؟: أ) أليس هذا للفت المتابعين والنشطاء الجنوبيين الذين هم على عداء وخلاف مع أخونجيي اليمن؟؟ ب) أليس الهدف ليعرفوا الجنوبيون ويستعدّوا لمتابعة اللقاء الصحفي الذي ربما تعمّدت السلطات السعودية إجراؤه بهذا التوقيت لإيصال رسالتها للجنوبيين المتخوِّفين من أن تقف السعودية ضد طموحات شعبهم)؟؟؟ ج) ولماذا لم يحوي المقطع الإعلاني شيئاً آخر أو حتى كلمةً مما قاله حول المواضيع الأخرى التي تحدّث عنها بن سلمان كثيييييراً؟؟
5- ولماذا اختيار شخصية أعلى مسؤول عسكري في المملكة ("محمد بن سلمان" وزير الدفاع السعودي وولي ولي العهد) للظهور بهذا اللقاء الصحفي والحديث عن الحرب في اليمن، وتحديداً بهذا التوقيت؟
باختصار لمن لم يفهم بعد، فأنّي أقصد بأنّي وفقاً لتحليلي الخاص للقاء الصحفي مع الأمير بن سلمان ولي ولي العهد السعودي ووزير الدفاع محمد بن سلمان (الذي بثته قناة ال MBC بالتزامن مع القناة السعودية) أمس الثلاثاء ونشرت نصه بعض المواقع-، فلقد رأيتُ أنّ المملكة العربية السعودية الشقيقة ومن خلال هذا اللقاء الصحفي تعمّدت التلويح للجنوبيين بالضوء الأخضر منها ليمضوا إلى الأمام في فرض واقع تحقيق أهداف ثورتهم ولتؤكد لهم عدم علاقتها بمن يقفون ضد حقّ الجنوبيين في تقرير المصير وتحقيق الاستقلال أو استعادة دولتهم الجنوبية.. أي أرادت السعودية وعلى لسان ثالث أعلى مسؤوليها وأكبر مسئول عسكري لها (محمد بن سلمان) بأن تقول للجنوبيين على الأقل بأنها لن تقف في وجههم إلى جانب الأحمر وهادي كما يروِّج إخونجيوا اليمن المتمثلين بحزب الأوساخ، بل وأضافت أنها هي والإمارات متفقتان تماماً وعلى رؤية واحدة، بل وأوضحت أنها تُدرك أنّ الأخونجيين هم أعداء للسعودية أيضاً وليس للإمارات وحدها...
فهل فهم الجنوبيون إشارة المملكة الشقيقة تلويحها لهم بالضوء الأخضر السعودي؟؟ وإن كانوا قد فهموا وأدركوا مقصود سلطات المملكة الشقيقة، فهل سيلتقط الجنوبيون هذه الفرصة الذهبية ليفرضوا طموحات شعبهم وأهداف ثورتهم بأنفسهم بإعلان استقلال الجنوب ليفرضوا على العالم أمر واقع لا مفر للعالم من الاعتراف به؟؟