لم أكن مخطئا حين قلت في مقال سابق إنني أراهن على شخص الأستاذ الدكتور/ الخضر ناصر لصور رئيس جامعة عدن في إحداث التغيير والمضي بجامعة عدن نحو مستقبل أفضل وأكثر إشراقا ونورا والسعي الجاد لإنتشالها وإخراجها من دهاليز النفق المظلم التي هي فيه وحل المشكلات التي تعترضها ، ولقد كان رهاننا على شخص رئيس جامعة عدن كرجل استثنائي لقيادة جامعة عدن هو رهان في محله ، رهان الواثق ممن يراهن عليه ، رهان ينطلق من إيماننا بأنه شخص يملك مكنة وحنكة ودراية ونية صادقة وهي مزايا كفيلة لمن وجدت فيه أن يكون ناجحا ولم يخب ظننا وعشمنا في الأستاذ الدكتور الخضر لصور ، فقد صدق الرجل بما قال من إيجاد الحلول للمشكلات العالقة ، وانجز ما وعد وتعهد به في وقت قياسي وإستثنائي وهو يسعى اليوم جاهدا بدأب ونشاط لإستعادة جامعة عدن لدورها ومكانتها التي كانت عليهما في ذلك الزمن الجميل ، ولن يقف النجاح والتميز عند هذا الحد فما زال جراب الحاوي يئن بما فيه. إن المنصف العادل يرى أن جامعة عدن اليوم تتعافى ، حقا أنها تتعافى وهي في تحسن ملموس لا ينكره إلا جاحد أو مكابر وحاقد ، صحيح أنه لم يصل إلى الطموح المأمول والمرتجى ولكن أن تبدأ السير أفضل من أن تبقى واقفا وطريق الألف ميل يبدأ بخطوة كما يقول المثل الصيني . وقد رأينا أن البداية في التغيير مبشرة وأول هذه البشرى هو إعطاء الحقوق لأصحابها من أعضاء الهيئة التعليمية بالجامعة من خلال حل اكبر مشكلتين عالقتين وهما التسويات المالية لأعضاء الهيئة التعليمية (أستاذ ، وأستاذ مشارك ، وأستاذ مساعد ، ومدرس) ، وكذا تعيين المنتدبين وتثبيت حقوقهم ماليا وأكاديميا . إضافة إلى ما تشهده الجامعة من العمل والنشاط في كافة الجوانب أكاديميا وإداريا وأنشطة وفعاليات وكذا توسعة القدرة الإستيعابية للجامعة بإنشاء والتفكير بإنشاء كليات جديدة مثل الإعلام والتمريض والفنون . حقا لقد كان رئيس الجامعة رجلا إستثنائيا وصادقا وواضحا مع الجميع في زمن غابت فيه وتوارت كثير من القيم ، فلقد أتى بالحلول لتلك المشكلات في وقت قياسي وقصير مقارنة بالفترة القصيرة لترأسه وقيادته لجامعة عدن ، والتي لم تكن لتتحقق لولا النوايا الصادقة والإرادة والعزيمة التي أثمرت عن تلك النتائج الملموسة على أرض الواقع وهي جهود وإنجازات تحسب لرئيس جامعة عدن ولبقية قيادة الجامعة ممثلة بأمين عام الجامعة وإدارة الشؤون التعليمية والدائرة المالية والدائرة القانونية وكل الجنود المجهولين الذين أسهموا بحسب مواقعهم في حل هاتين المشكلتين (مشكلة التسويات المالية ومشكلة تعيين المنتدبين) وهما من المشاكل المتراكمة كما يعلم الجميع والتي ظلت لسنوات طويلة دون حلول فأرهقت أصحابها وأرقتهم وأثقلت كواهلهم حتى بلغ الياس منهم مبلغا ولولا تدخل إرادة الله ثم إرادة رئاسة جامعة عدن والتي أبت إلا أن تنتصر لحقوق هؤلاء فبذلت جهودا خرافية لتعيد لهؤلاء الأمل والإبتسامة وهو ما تم فعلا . ومع كل هذه النجاحات لقيادة جامعة عدن تظل سهام أعداء النجاح مشرعة ومصوبة نحوها ، فنسمع اليوم أصواتا - ممن فقدوا مصالحهم ومناصبهم ولم يرق لهم النجاح - يشتد صراخهم وعويلهم مغلف بمسميات مقززة كالمناطقية والجهوية وبكائية إقصائهم وفقا لذلك ، مع العلم إن كثيرا منهم هم ممن عفى عليهم الزمن وسئمتهم حتى الكراسي التي قعدوا عليها طويلا دون ان يحققوا شيئا يذكر وحين تم تغييرهم تذرعوا بالمظلومية والإقصاء المناطقي ، هذا أمر والأمر الآخر أن إبعادهم قد تم في فترة تولي الأستاذ الدكتور حسين باسلامة القائم بأعمال رئاسة الجامعة السابق وقبل مجيء رئيس الجامعة الحالي الأستاذ الدكتور الخضر لصور يعني كما يقال جاء صوبك من صاحبك يا صاحب المبكى . أخيرا نقول إن وقوفنا مع قيادة جامعة عدن ينبع من حبنا وحرصنا على بيتنا الكبير "جامعة عدن" ، فمن يسعى للنهوض به وتطويره والرقي به ليحتل مكانته بين مصاف الجامعات العربية والعالمية فنحن معه كائنا من كان لا يهمنا شخصه بقدر ما يهمنا إخلاصه وعمله وإنجازاته ونجاحاته ، فالنتائج لا الأشخاص هي الأساس وهي محل الاعتبار وأما دون ذلك فهو الوهم والحقد والفشل .