سررت وأنا أتابع على بعد ملايين الأميال حشد جمعة السابع من يوليو وهتافات الجماهير التي عبرت عن دعمها المطلق لكم كممثل لتطلعاتها وأهدافها المستقبلية أنتم أعضاء المجلس الجنوبي الانتقالي تمثلون أمل لملايين المواطنين الذين عانوا من الظلم والحرمان، التواقين لغد أفضل مما هو الحال الآن. لقد استمعت لكلمة رئيس المجلس بكل تمعن وإعلان حظر جماعة الإخوان المسلمين في الجنوب كما استمعت لخطيب الجمعة كذلك وهو يتوعد من يخالف المجلس الانتقالي بالعمالة والخيانة خبران يحتاجان للكثير من التمعن والتحليل بكل شفافية وصراحة.
قبل كل شيء، اود ان أقول ان صورتكم الملتقطة بعدسة الشاب احمد شهاب وخلفكم علم الجنوب يجب ان تكون دستوركم القادم وصوتكم الوالج لقلوب وعقول ملايين الشباب. تمعنوا في صورتكم جيدا وأخبروني هل تمثل فصيل واحد، هل تمثل أيدلوجية واحدة، هل تمثل رأي واحد؟ بالطبع لا! لقد طغى على الصورة تنوعكم فهنالك رجال الدين، العسكر، المرأة، الحرس القديم، المدنيين والشباب. نعم أنتم بتنوعكم هذا تعكسون تنوع الشعب في الجنوب تنوع أفكاره وكل طموحاته. اجزم وبقوة انكم في اجتماعاتكم تختلفون فيما بينكم وتصلون إلى حلول وتتناقشون ولكن الكل يجمع على انكم كلكم تبحثون عن مصلحة المواطن الذي يمثل حجر الأساس في شرعيتكم. طالما وأنتم تختلفون وتتفقون فيما بينكم وتتقبلون التنوع الذي تمثلونه لكافة أطياف المجتمع فكيف بالله تتوعدون من يخالف المجلس بأنه خائن للوطن وعميل للاحتلال؟!
ما هو المجلس ومن هم أعضائه، أنتم اخوتنا وابائنا! اتيتم من نفس البيوت التي اتينا منها ومن نفس الأزقة القديمة للحواري العتيقة التي ترعرعنا فيها وكما أتى بكم الشعب لتمثيله وتمثيل قضيته، فلا تقديس لكم بل على العكس فالشعب مطالب بأن يختلف معكم ان اختل مساركم وان يؤيدكم بكل قوته عندما تدعو الحاجة انتقدنا محافظ لحج عندما ساءت الخدمات فيها وانتقدنا محافظ عدن السابق كذلك وشكرناهما عندما اجتهدوا وعملوا ما يستطيعون فهل هذه خيانة للوطن؟ هل هذه عمالة للاحتلال؟ لا أيها السادة لا أيها الآباء والأخوة في المجلس الانتقالي. نحن رصيدكم نحن أبناء هذا الشعب نحن من يقرر هل أنتم على خطأ ام على صواب، فاليوم أنتم لنا قدوة وغدا سنكون نحن قيادات وأعضاء مجلس نواب ووزراء في الجنوب وسنتخذ من واقعكم واسلوبكم في الحكم مثال يحتذى به إن هذه الملايين التي خرجت اليوم لم تعطيكم صك اخضر بل خولتكم العمل على إنقاذها من الفقر والكوليرا والبطالة والرسو بها إلى بر الأمان. عهد الحزب الأوحد والصوت الأوحد قد ولى وتنوعكم خير مثال على ذلك..
نحن لا يهمنا كمواطنين وشباب وطلاب اختلافاتكم السياسية مع هذا الحزب أو ذاك. كما أننا لسنا قطيع لتخبرونا ان من يختلف معكم خائن فاليوم أنتم في المجلس وغدا سيأتي غيركم ليستمر الجنوب كوطن وليس كأشخاص ما يهمنا وما نريده منكم هو ان تحترموا المواطن البسيط وتسعون لتوفير ابسط الخدمات له. هل تتحدثون عن المواطن عندما تجتمعون مع رؤساء الدول وملوكها؟ هل تتحدثون عن الكوليرا وعن المرتبات؟، هل تتحدثون عن أسعار المواد الغذائية وأسعار تذاكر الطيران؟ إن ما بيننا وبينكم الثقة، وهي ما اوصلتكم الى هنا فاعملوا على كسب ثقة المواطن بتوفير ما يحتاجه لا بتهديده ووعيده بالتخوين والعمالة الجنوب حر وسيبقى حر، كلمة المواطن حرة، صوت الطلاب حر، الاختلاف حرية والتأييد حرية. ومن حقنا عليكم كمواطنين جنوبيين ان تقبلوا بذلك بل وتسعون بكل ما أوتيتم من قوة للحفاظ على هذه الحرية لأنها صمام أمان ليس للشعب فقط بل لكم أيضا كمجلس يمثل الشعب.
نصر فضل الرجاعي ماجستير علوم تربوية جامعة متشجن الولاياتالمتحدة الامريكية