لاتزال المماحكات والمناكفات هي السائدة بين الجنوبيين !! وهم لا يزالوا في مرحلة التحرر ولم يصلوا إلى مرحلة قيام الدولة ،هذه الحالة الفوضوية والمأساوية التي القت بظلالها القاتمة على كل الأوضاع وعلى كافة الأصعدة في جنوبنا الحبيب ،ليس هذا ما كان يؤمل أن يصبح عليه الوضع!! بل كنت أعتقد أن دروس الماضي قد أستوعبها الجميع ولن تتكرر تلك الأخطاء التي شتت شمل الجنوبيين وجعلتهم في كل وادٍ يهيمون ، الآن وبعد الانتصار الكبير على قوى الضلال والشر الشمالية المتربصة بالجنوب صباح مساء وبعد ان تم كسرها ودحرها ،لم يخالجها اليأس ولم تستسلم لواقع الحال بل عملت على جعل الهزيمة انتصار ولو معنوي فسعت بكل الوسائل والسُبل إلى زرع الشقاق بين رفاق السلاح والهدف، لكي لا يفرح الجنوبيون بالنصر ولا ينعم الوطن بالاستقرار ،وهذا ما نلمسهُ يوماً بعد يوم !! ان لم يتنبه العقلاء من دسائس ومؤامرات الأعداء وتتضافر الجهود في ترشيد الخطاب العقلاني والابتعاد عن إثارة النعرات المناطقية والاصطفافات المقيتة التي تهدم ولا تبني والتي تفرق ولا تجمع والتي تضر ولا تنفع . إن حجم التحدي كبير كبير والمشوار لايزال طويل وتأمين النصر والحفاظ عليه ليس بالأمر الهين واليسير ،فيامعشر المثقفين والكُتاب انتم تتحملوا جزء كبير من المسؤولية الاخلاقية والقانونية واقلامكم يجب ان تتحلى بنص وروح "ميثاق شرف العمل الصحفي". أجزم ان نوايا الأكثرية صادقة فيما تنشره ،ولكن لا أستطيع أن أتفهم حجم التراشق والتخوين والكثير منها على صفحات التواصل الإجتماعي "social media" لقد بلغ البعض إلى حدود الإسفاف التي لاتحترم عقول الناس ،إذن ماهي الفوائد التي سوف نجنيها من اختلافاتنا المستمرة؟! أعتقد انها تخدم أجندة الإحتلال من حيث ندري أو لاندري ،فالنتيجة تَصدُّع أكثر في جدار اللحُمة الجنوبية التي لاتحتمل أي هزّات إضافية قد تاتي على مشروع قيام الدولية لتهدمهُ من القواعد .