يعرف البعض العقد النفسية بأنها مجموعة حالات نفسية ينتهي اليها الفرد بسبب الكبت المتواصل لمشاعر تألفها النفوس كالشعور بالاستعلاء او الشعور بالذنب أو الغيرة أو الحقد أو الأنانية والشعور بالنقص والدونية حيث يجد الفرد نفسه عاجزا عن إظهار هذه المشاعر بسبب الخوف او الخجل من ردة فعل الاخرين تجاهها أو يلجأ لطرق ملتوية لإفراغ مشاعره المكبوتة ولكل فرد منا غرائز فطرية ومتطلبات نفسية وإن التطرف والإنحراف بإرضاء هذه الغرائز يؤدي إلى نشوء العقد كما في غريزة حب الذات والتملك والاستعلاء وغيرها و أخطر ما يكون الشعور بالنقص عند من يتخذون مسلكاً عكسياً فبدلاً من محاولة السعي الى معالجة واصلاح انفسهم ومحاولة ابراز الايجابيات في ذواتهم ، نجدهم يسعون الى تحقير الناس و التهوين من شأن المجتمع و ما فيه و من فيه ، و إذا رأيت فرداً أو شخصاً يتكلم بلهجة التعالي أويظهر بمظهر الخيلاء وانه هو يعلم وغيره جاهل وهو المفكر وما دونه غبي ، فاعلم أنه يعاني شعوراً بنقص في علمه أو مكانته الاجتماعبة أو نسبه، في يوم كان يهاجمني شخص وبقوة ويهاجم الكثيرين ويشكك فيهم وينزل المنشور تلو المنشور ويتهم الجميع بأنهم عملاء وخونه للجنوب وانهم لهم علاقة بالشمال وانهم كذا وكذا بل ويطعن في انتسابهم الى الجنوب والى مناطقهم وقبائلهم ولايقبل النقد والحوار وعند البحث في هذه الشخصية وجدنا انها تعاني من عقدة النقص حيث اتضح انه هو اصوله ترجع الى حاشد في صنعاءجده هاجر منها الى منطقة جنوبية وهذا ليس عيبا او نقصا لكنه هو اراد مسايرة التيار المعادي لكل ماهو شمالي او ينتمي للشمال ولو كان من مئات السنين اذا كان لك راي قالو هذا من عرب 48 هذا اخواني بلسني وهكذا لذلك تجده يحاول يفرط في العداء والتنكيل بمن خالفه ويظهر بمظهر المنافح والمدافع حتى لا تجد من يقول له انت نسبك يعود الى الشمال وهذه عقدة النقص في النسب هو يراها كذلك من سنوات وانا اطالع مواقع التواصل واتابع صفحات الكثير من الناشطين فوجدتها لاتخلو من الايجابيات التي تخدم المجتمع لكن هناك سيل من المنشورات ومن الناشطين الذين يكتبون مايضر المجتمع ويزرع الاحقاد فيه والفرقة والمناطقية وهؤلاء اكثر ولذلك يمكن ان نقسم الناشطين الى قسمين القسم الاول ناشطون منشوراتهم عقلانية تخدم القضايا العامة للمجتمع منشوراتهم تصب في صالح التوعية المجتمعية وجمع الكلمة ومحاربة المناطقية وهذا انعكاس لما يحملونه من فكر واعي يسعى للبناء الفكري والتوعوي للمواطن وليس لهم أي مطامع شخصية مؤثرون بسبب مايتحلون به من مصداقية في نقلهم وفي اطروحاتهم لمعالجة القضايا المجتمعية لانهم يعالجون الافكار ويصححونها ويزرعون مفاهيم تؤسس لميلاد فكر جديد ينهض بالمجتمع لذلك تجدهم يؤثرون في الناس والمجتمع بأبسط الامور ويتركون اثر طيب عند الاخرين حتى لو كان اللقاء عابر او لدقائق معدودات القسم الثاني ناشطون عدوانيون جهلة لايحملون فكرا نيرا ولا عقلا واعيا واكثر منشوراتهم لاتخدم قضية ولا تبني فكرا مجتمعيا منشورات تؤسس للفرقة والمناطقية تدعوا الى تفريق الصف وتخوين العقلاء وتسفيههم وما يكتبونه انما هو انعكاس للعقليات الخاوية التي يحملونها وهؤلاء مع الاسف كثر ومن خلال التمعن والتفحص في كثير من كتابات هؤلاء الناشطين الخاوية عقولهم تجد انهم يعانون من عقد نفسية قد تكون عقد نقص متعلقة بالتعليم او بالنسب او بالجاه ولذلك نجدهم اكثر عداء وتشويه للقسم الاول الذي يتمتع بالوعي والعقلانية وعندهم حساسية مفرطة تجاههم ويحاول هؤلاء اقناع انفسهم ان هؤلاء حجر عثره امامهم يجب ازالتها وتدميرها باي وسيلة ممكنة ولن يستطيع التخلص منهم الا عن طريق الكذب والتزوير والتضليل وتشويه سمعتهم في المجتمع وقد يختلق القصص الخيالية ويطبق المقولة اكذب حتى يصدقك الناس كل هذا لانه يشعر انهم افضل منه واعلم منه وانهم يتفوقون عليه في التفكير والتعليم ويشعر هو بالنقص امام هؤلاء وغيرهم فتراه يسعى لتعويض النقص ببذل المجهود المبالغ فيه لإيهام من هم حوله بأنه الشخص الوطني الذي يعتمد عليه ويسعى لاظهار نفسه من خلال نسج البطولات الوهمية والقصص الزائفة لكنه مهما بذل من مجهود تجد ان اخطاءه كثيرة وان معظم ما قام به هو خطأ فيتوتر ويغضب وابسط التعليقات عليه تسبب له التوتر فيلجأ الى السب والشتم والطعن والتخوين والتشكيك لانه يشعر انه غير مقبول وان هناك من يعتبره كاذب مع شعوره هو نفسه بوجود عيب فيه وهذا العيب يشعره بالضيق والنقص في شخصيته مقارنة بالأخرين مما يدفعه الى التعويض لهذا النقص بشتى الطرق الملتوية ما اجمل ان يحمل الانسان شخصية حرة عقلانية تعالج الاعوجاج في الافكار وتسعى لتخليص النفس من الآفات التي تؤدي الى انحراف الفكر واصلاح المجتمع فمن كان يحمل نفسا كهذه فليحافظ عليها ويتعهدها وكن واثق في خطاك وانظر الى نفسك دائما قبل ان ينظر اليها غيرك واعلم ان خير تعامل مع اصحاب النقص من ناشطين وغيرهم هو ان تجعله مثل النار تأكل بعضها اذا لم تجد ما تأكله