ان الخطر الحقيقي الذي يهدد الجنوب اليوم هو من داخله لان المخاطر الخارجية مقدور عليها . هذا الخطر يتمثل اليوم في الثقافة الهدامة اكانت في التفرد والوصاية والتطبيل والتمترس والتعصب للأفراد والأحزاب والمناطق او في إلغاء وتهميش وتخوين الآخر وكذلك ثقافة التطرف والتكفير والفوضى والفساد الخ .. فلا يمكن لثقافة التطبيل والتمترس ان تؤمن او ان تحقق التداول السلمي للسلطة بل سوف تخلق دكتاتوريين ، ولا يمكن لثقافة الوصاية والتفرد ان تقبل شراكة الآخرين بل الشمولية ، كما لا يمكن لثقافة التخوين ان تجسد الوحدة الجنوبية بل تمزقها ، ولا يمكن كذلك للتطرف والفوضى والفساد ان تحقق الخير والسلام او ان تبني دولة النظام والقانون بل تدمر الأوطان والشواهد كثيرة ،،
ان توزيع شهادات الوطنية والنضال والتطبيل والتمترس للأفراد والتعصب الحزبي والمناطقي وثقافة الوصاية والتفرد والإقصاء وتخوين كل من لا يعجبنا او ينتقدنا او من له رأي آخر والفوضى والتطرف الخ ،،،، مرض لم يصب العامة وأشباه المثقفين بل أصاب مع الأسف بعض ممن هم محسوبين على النخب السياسية والمثقفين وهذه هي الكارثة ،،،
الجنوب اليوم يحتاج بالفعل الى ثورة حقيقة لتحرير العقول وتأصيل ونشر الوعي الوطني والقيم والأخلاق النبيلة لديننا الحنيف قبل اي حديث عن تحرير الوطن ،،،
ما يعتمل من سجال ومناكفات تفتقر للمنطق والحجة والأخلاق من قبل البعض في وسائل التواصل الاجتماعي شيء ليس فقط مزعج ومغزز بل ومخيف وخطير ،،
قاطعوا مثل هذه الأصوات بل وألجموها حتى لا تتحول إلى ثقافة إلى مرض يستعصي علاجه ينخر في الجسد الجنوبي ويهدد النسيج الوطني الجنوبي ووحدة الجنوبيين وينسف مشروع التصالح والتسامح الجنوبي الذي أعلنه الجنوبيين (وكان من أعظم انجازات الحراك الجنوبي السلمي بل وشكل أحد القواعد والأعمدة المتينة الصلبة التى قام عليها الحراك الجنوبي السلمي ) بل ويهدد مصير ومستقبل الجنوب كله واجزم ان من يستخدم اليوم الكلمة والقلم لإقصاء وتخوين الآخرين وتكميم الافواة لا يمكن ان يتردد غدا من إقصاء وتكميم افواة معارضة بقوة السلاح والسجون ،،،