أصبحت قضية رواتب الجيش والأمن خلال الفترة الماضية هي حديث الساعة والشارع وتناولت ذلك عديد المنابر الإعلامية وطالبت بسرعة البت في رواتب الجيش والأمن وصرفها قبل عيد الأضحى المبارك . وكانت حكومة الشرعية اليمنية قد صرحت خلال الأيام الماضية أن رواتب الجيش والأمن ستصرف قبل عيد الأضحى المبارك لشهري مارس وأبريل . وبعد فترة وجيزة تواترت الأخبار حول قيام جهات خارجية-بحسب بعض الجهات- بمنع الطائرة الخاصة برواتب الموظفين من الهبوط في مطار عدن لعدة مرات معرقلة بذلك عملية الصرف . وفي وقت كان منتسبو الجيش والأمن قد تسلل اليأس إلى قلوبهم باستحالة صرف الرواتب قبل عيد الأضحى المبارك نتيجة لضيق الوقت واقتراب عيد الأضحى وهو ما يحتم إغلاق البنك المركزي خلال أيام العيد ،ظهر بن دغر رئيس الحكومة اليمنية -وليته لم يظهر- عشية الأربعاء بمنشور في صفحته الشخصية في الفيسبوك بأن رواتب الجيش والأمن ستصرف من صباح يوم الخميس الماضي وستستمر عملية الصرف خلال أيام العيد وأن البنك المركزي لن يغلق أبوابه خلال إجازة عيد الأضحى تقديرا منه للجيش والأمن ،وأضاف بن دغر بأنه وعد وأوفى بوعده وأن العيد سيكون كما يحب منتسبو الجيش والأمن . هذا الخبر والذي تناولته وسائل الإعلام الرسمية جدد الأمل في نفوس الجيش والأمن بأن عيدهم سيكون كما أرادوه ، لكنهم تفاجأوا بأن عملية الصرف لم تكن لشهري مارس وأبريل كما كان مقررا لها وأن عملية الصرف كانت لشهر مارس فقط ، وهذا بحد ذاته أثار موجة من الغضب والأستياء الكبير لدى منتسبي الجيش والأمن والذين لم يستلموا مرتباتهم لستة أشهر ماضية . التساؤل الذي يضع نفسه دون الحاجة إلى تفكير عميق ..لماذا أهم مؤسستين في الدولة -الجيش والأمن- يتم التعامل معهما بهذه الطريقة من اللامسؤولية واللامبالاة ويتم التلاعب بمرتباتهم رغم أنهما الدرع الحصين للدولة وهو مايتوجب على الدولة الاهتمام بهاتين المؤسستين قبل كل شيئ؟. وهنا يجب المقارنة بين حكومة صنعاء وحكومة عدن في عدم صرف المرتبات لمنتسبيهما ،فحكومة عدن وهي الحكومة الشرعية تصف حكومة صنعاء بأنها حكومة مليشيات إنقلابية فمن الطبيعي لمليشيا ألا تهتم برعاياها ولاتوليهم الاهتمام ، في المقابل حكومة عدن والتي هي في الأصل شرعية ومعترف بها دوليا وإقليميا لاتستطيع توفير مرتبات منتسبيها من الجيش والأمن فلماذا لاتستحي على نفسها وتقدم استقالتها إن لم تستطع توفير رواتب موظفيها -رغم الدعم الكبير المقدم من دول التحالف العربي-؟ ، وبالمقابل فحكومة صنعاء ليس لها أي دعم -وإن وجد فهو محدود مقارنة بدعم حكومة الشرعية -ولم يعترف بها دوليا ولا إقليميا ورغم ذلك قبل عيد الأضحى قامت بفتح النصف الثاني من راتب شهر أكتوبر للعام المنصرم لمنتسبي الداخلية وفي معظم محافظات الجمهورية . حكومتا عدنوصنعاء وجهان لعملة واحدة ويعملان بنفس الاستراتيجية وتحاولان تركيع منتسبي الجيش والأمن وامتهان كرامتهم والتلاعب بأقواتهم وتنفذان أجندة ومخططات خارجية تخدم جهات أقليمية وهما حكومتا دفع مسبق -إن جاز التعبير - لا تملكان أي حيلة في صنع القرار . إلى هادي وشرعيته وحكومته -وأنا أيقن أنهم يعلمون ما سأقول- اتقوا ثورة الحليم وهذا الشعب فالجيش والأمن يستطيعون اجتثاث شرعيتكم متى أرادوا بل ومحوها من على خارطة البلاد ولن تنفعكم دول التحالف ولا غيرها من الجهات التي تنفذون مشاريعها وتعملون على استهداف المؤسستين العسكرية والأمنية فالأمر ينذر بالخطر إن استمر بهذه الطريقة فحاولوا معالجة مشكلة الرواتب ياحكومة التقسيط .