في علم المنطق هناك قاعدة اساسيه تعد من ابجديات هذا العلم وهي ان المقدمات الصحيحة تودي بالضروره الى نتائج صحيحة ,والعكس صحيح حيث المقدمات الخاطئة تقود بالضرورة الى نتائج خاطئة . وهذه القاعدة على رغم من بساطتها وبديهيتها في الفهم والتلقي الا انها من وجهه نظرنا نراها ضرورية ان اردنا الغوص وسبر اغوار البحر الجنوبي الهائج بأمواجه المتلاطمة بعيدا عن هاجس الرتابة والتكرار والتحرر من قيود التبعية السياسيه والفكرية ولمصلحيه التي تعيقنا احيانا في فهم وتشخيص الواقع الجنوبي . على الرغم من جلاء الموقف وانكشافه ,الا هناك من البعض يتعامى عن رويته ويفضل دفن رأسه في الرمال تجنبا لرؤية الحقيقة الساطعة كا اشعة الشمس الحارقه ,ففي جنوبنا المنكوب ولعله الوصف الاقرب الى الواقع لإطلاقه عليه هناك اشياء كثيرة تحدث وهي غامضة ومبهمة وغير قابله للشرح المنطقي عبر وسائل الاستدلال المعرفي ..فالالتباسات كثيرة ولا نعرف من اين تبدءا ؟وأين تنتهي ؟,انطلاقا من حرب الخدمات مرورا بالسياسة الى الاقتصاد الى العسكره .وتقف بينهما مسافات بعيده فاصله تتقاذف تحميل المسؤوليات كلا للبعض الاخر. فبالأمس كان يتحججون بوجود المحافظ عيدروس حيث جرى تحميله كل اخطائهم وجرائمهم وإخفاقاتهم ,ولكن اليوم وبعد ان اصبحوا الكل في الكل من رئيس ونائب رئيس الى رئيس وزراء ووزراء ومحافظ وكل المنظومة الرسميه الحاكمه ,ومع ذلك لاجديد في الوضع الراهن ولا بصيص امل في تغييره بل على العكس كل شي يسير من السيئ الى الا سواء ,ويكفي الشرعيه فخرا واعتزازا في انه خلال عهدها الميمون تم حرمان المواطن الجنوبي من رواتبهم المستحقه ,وحتى قدسيه عيد الاضحى المبارك لم تشفع له الذي استقبلته الاسر الجنوبيه وهي تعاني حاله فقر مدقع وبؤس شديدين لم يسبق ان عاشاها حتى في اوج زمن الاحتلال العفاشي البغيض . تصوروا ان يأتي العيد الفضيل بينما الاسر الجنوبيه لأتملك حتى ابسط مقومات الحياة الكريمة من مآكل وملبس وبعض المستلزمات الضروية المصاحبه للعيد السعيد . نعم انها انجازات سيسجلها التاريخ للشرعية المبجله يمكنها تدوينه في موسوعات جنس للأرقام القياسيه ,او حتى يمكنها لترشح لنيل جائزة نوبل لإبداعها في تجويع ومعاقبه شعب بأكمله . ظاهره لا مثيل لها في التاريخ المعاصر ولا حتى في المناطق الذي تشهد حروب دمويه عاصفة وما بال ونحن في الجنوب نعد من المناطق المحرره حيث تواجد السلطات وبرعاية مباشره من دول التحالف باعتبارها المسوؤل الاول والمباشر عن مايحدث في الجنوب من الناحية السياسيه والاخلاقيه . هذه اللوحه السورياليه هناك من البعض لايريد رؤيتها على حقيقتها وهو يحبذ رويه النصف الممتلئ من الكوب دون النظر الى النصف الاخر الفارغ منه ,وكان مايحدث لأيتم في جنوبنا بل في كوكب اخر بحيث يصعب رويته ومشاهدته بالعين المجرده .فاذا كان ذلك يتم عن جهل في فهم الواقع فتلك مصيبة كبرى ,اما اذا كان هولاء يفقهون ويعلمون علم اليقين بادق التفاصيل لما يحدث في المشهد الجنوبي وهو ما نعتقده ونميل اليه ولكنهم ولأسبابهم الخاصة المنفعيه ولمصلحيه لايقرون بحقائق الواقع المرتسمة امامنا ,والحقيقة الذي بات معظم الجنوبيين من صغيره الى كبيره يدركها من خلال معايشته اليوميه لها وهي تكمن في ان ما تسمى بالشرعية اصيبت بحاله هيستيريه عبر الحلم الذي ظل يراودها وتحول الى كابوس يقض مضاجعها وهو الحلم بعودتها الى حكم صنعاء من جديد كما كانت قبل عاصفة الحزم .فهذا الحلم الذي تعاني منه الشرعيه تحول الى هيستيريا وكابوس مزعج لها . والمتعارف عليه في تعريف حاله الهستيريا هي عجز عن تلبيه المتطلبات الواقعيه الامر الذي يودي الى حدوث تعارض بين الواقع وتخيلات لاشعورية وهو ما يزيد المصابين بها حده ومضاعفات تصل حد الكراهية وتقود الى مزيد من التوتر والاحتقان المجتمعي ,وهذا ما يعاني منه المجتمع الجنوبي في هذه اللحظه التاريخيه الفاصله .وعلاجها لن يتم الا اذا اقلعت الشرعيه عن احلامها المريضه بالعودة الى الحكم من جديد والاعتراف والإقرار بمعطيات الواقع الراهن ,وعلى الشرعيه وحفاظا على ماتبقى من تاريخها ودورها في الجنوب ان ارادت ان يكون لها دور في المستقبل عليها وضع حد لهذا الحلم بالعودة المزعومة الوهميه ,. لانه ببساطه وفي ضؤ المتغيرات الحاصلة في المشهد المحلي والخارجي لم يعد ممكنا وأصبحت غاية بعيده المنال وغدت المستحيل بعينه . . لقد تغير كل شي من حولكم في غفلة من الزمن ,فصنعاء الذي ما انفكيتم تحلمون بالعودة اليها منتصرين مظفرين مع حليفكم الجنرال علي محسن وأضفتم اليه الرئيس السابق عفاش ,كلها تبخرت وذابت وتلاشت كالفقاعات الصغيره . لقد صارت في خبر كان وجزء من الماضي عليكم الاعتراف به رغم مرارته وقساوته عليكم . صنعاء باتت حوثيه انتقمت لنفسها وعادت الى تاريخها القديم من جديد الاصوليه الزيديه بعد عقود من التهميش ابعدتها عن المشهد بعد انتصار فيما كان يعرف بحرب الجمهوريين على الملكيين . واهم من يعتقد انه بإمكانه الانتصار على الحوثي لسبب بسيط لايحتاج منا الى عبقرية نيوتن او اينشتاين لاكتشافه . ويكمن في ان من يواجه الحوثي اليوم هم جماعه من الحثالات والنفايات الفاسدة لأتحمل في طياتها اي مشروع وطني لان مشاريعها صفيره وذاتيه ,فهي لأتفكر الا بمصالحها وبمصالح حاشيتها والذي سرعان ماتتغير ولاءاتها وقناعتها وفق قانون العرض والطلب والمصالح المتحركة والمتغيرة . وهذا قانون طبيعي لكل النفوس الرخيصة المريضه الذي لاتومن بمبداء او هم وطني كبير بحجم وطن . لن تنتصروا على الحوثي مهما حاولتم ,فالانتصار على الحوثي مقرون بحاله واحده فقط وهي اذا وجد مشروع وطني تحرري تحديثي تنويري كما حاول ذات يوم الراحل عبدالله الحمدي في الشمال ولكنهم قتلوه لانه كان يقف عقبه امام طموحاتهم السلطويه الفئوية الخاصة . فلندع الشمال لأهله وكما تقول الحكمه الماثوره اهل مكة ادرى بشعابها ولنلتفت الى واقعنا الجنوبي المأساوي للبحث في اخراجه من هذا الوضع المزري ,وهي مهمة وطنيه وسياسيه وإنسانيه وأخلاقيه لن تتحقق الا اذا اضطلع المجلس الانتقالي المفوض من قبل شعب الجنوب بقيادته في هذه الظروف العصيبة والدقيقة . لامجال بعد اليوم للتهرب من تحمل المسوؤليه ,؟لإمكان للسليبة والانصياع للخارج ,؟ فالخارج قد فشلت رهاناته بعد ان كان يطمح الى استنساخ النظام القديم الذي حكم اليمن بنسخته للعام 2011 والعام 2014 وكليهما بالنسبة للجنوبيين لايعدوان من كونهما سلطه احتلال قهريه فرضت على شعب الجنوب . على المجلس الانتقالي القيام بدوره التاريخي والوطني ,فانتظار الضؤ الاخضر من الخارج هذه سياسة عقيمة وتكتيك اثبت فشلهما وقصر نظرهما . على المجلس الانتقالي فرض اجندات شعب الجنوب على التحالف انطلاقا من المصلحه المشتركه للطرفين كما يفعل الحوثي في صنعاء مع الفارق الوحيد وهو ان الحوثي جاء من كهوف مران بصعده ,بينما انتم قياده من صنع الارض الذي عمدت بدماء الشهداء والجرحى . انتم تمثلون كل الطيف الجنوبي من المهره الى سقطرى كفى اتباع سياسه الانتظار للمجهول الغامض ,فالسماء لن تمطر لكم استقلالا ناجزا . بل عليكم انتم صنع المعادلات وإحداث تغييرا فيها كما صنعتموها عندما حررتم الارض وانتزعتموها من الغاصب الغازي القادم الينا من صنعاء . عليكم اعاده الامور الى نصابها فانتم وحدكم وبالتفاف الشعب الجنوبي من حولكم يمكنكم تغيير المشهد وعوده الحق الضائع لأصحابه ومادونه سيعني فقط ابقاء الواقع الراهن على ماهو عليه مع ما يعنيه من مزيد من المعانات والعذابات لشعب الجنوب الذي تشن عليه حرب اباده جماعيه كنوع من العقاب الجماعي على خياراته الوطنيه والاستقلالية فهل انتم فاعلون سننتظر ونرى.