يحكى أنّ في وادي خصيب كان يعيش صنفان من النمل في نصف الوادي العلوي يسعى ويدب النمل الأحمر وفي النصف السفلي يعيش النمل الأبيض وظل الحال على ما هو عليه حتى اجتمع الصنفان وقررا أن يتحدا تحت راية زعيم واحد من الصنفين وأستقر الأمر على أن تكون السيادة لزعيم النمل الأحمر الذي كان يظهر الوداعة والمحبة ويبطن اللؤم والخيانة وبعد أن اصبح متحكم في أمر الوادي أجتمع ببعض أعونه معلناً لهم: علينا القضاء على النمل الابيض لأن ما في الودي لم يعد يتسع لنا ولهم 0 وكانت نملة حمراء صغيرةً حكيمة معترضةً على فكرة الخيانة مقاطعة لحديث زعيم النمل الاحمر قائلةً: ليس من الأخلاق أن ننقض المواثيق والعهود التي قطعناها ونظهر الخيانة0 غضب زعيم النمل الأحمر من كلامها وأمر الحرس أخذها إلى السجن قائلاً لهم : القوا بها تحت الارض في السجن السري حتى أخبركم بما سيكون مصيرها 0 أخذ الحراس النملة الحكيمة منفذين لأوامر الزعيم وهي تصرخ واعظة لهم بمصير قرار الزعيم المشؤوم قائلةً: هذا القرار سيكون سبباً لضعفنا وطمع الأعداء فسنكون لقمةً سائغةً لهم 0 ولكن الحراس لا يستمعون سوى أوامر الزعيم ولو كانت خاطئة ومدمرة فتم اقتياد النملة الحكيمة إلى السجن عملاً بأوامر الزعيم ، وتم البدء بتنفيذ اّوامر الزعيم بالتخلص من النمل الابيض بالقتل والسجن فلم يبقى إلا القليل فاجمع قائد النمل الابيض امره واعلن أمر الرحيل قائلاً: علينا ترك الوادي والبحث عن مكان اّمن نعيش فيه انتفض فتى من فتيان النمل الابيض عند سماعه قرار قائد النمل الابيض فرفع صوته الجهوري بقوله: لا لن نترك وادينا 00 ليس بالجبناء نحن حتى نترك الوادي بكل هذه السهولة بحكمة القائد الذي يحاول أن يجمع شمل ما تبقى من المجموعة ويحافظ على وحدتهم وألفتهم يجيب قائلاً: أنت محق أيها البطل ولكن نحن قلة وهم كثر ، زد أنهم يملكون خزائن التسليح التي أصبحت تحت تصرفهم ولا نملك ،وإن قاومنا ستكون التضحيات كبيرة 0 يرتفع صوت النمل الابيض بقول واحد وصوت واحد: القائد محق 00 نحن أقل عدة وعدد0 يجمع القائد ويحدد وقت المسير والوجهة التي سيتجهون اليها، وكان أمر الاستسلام فاتحاً لشهية النمل الاحمر في مضاعفة الانتقام والاستحواذ فيعلن زعيم النمل الاحمر قائلاً: علينا متابعتهم والقضاء عليهم وإلا سوف يعودون بعد أن تقوى شوكتهم ويزداد عددهم حتى ينتقمون منا وسارت قوافل النمل الاحمر متتبعة للنمل الابيض وقامت بالقضاء عليهم وما أن وصل الخبر إلى زعيم الدبابير حتى أعلن في فصيلته قائلاً لهم: جاء اليوم الموعود حتى نستولي على وادي النمل فد أهلك النمل بعضه بعضاً ولم يتبقى إلا جماعة من النمل الاحمر علينا محاصرتهم ولن يكون لهم مدد0 حاصرت فصائل الدبابير الوادي وأعملوا القتل والتنكيل فيما تبقى من النمل الاحمر وكانوا لقمة سائغة فقد انهكوا قوتهم في قتالهم الدائر بينهم حتى أصبحوا مطمع للأعداء واستولى الدبابير على واديهم قصة قصيرة للصغار