من غير المعقول ان يجتمع النقيضان في عاصمة محافظة لحج فمن ناحية هناك الدور والقصور وروائح البخور ومختلف انواع الفل والعطور ومن ناحية اخرى هناك اكوام من القمامة والمخلفات الصلبة تملئ ارجاء المكان ومجاري طافحة تسلب الاحساس بالأمان وتهدد الانسان والحيوان.
شبه منعدمة لا يتردد الناس في التحدث وبصراحة عن الواقع المأساوي الذي عانت منه مدينة الحوطة ولفترات طويلة في مجال النظافة والتحسين فالخدمات كانت على حد تعبير البعض شبه منعدمة مما عكر صفو الحياة اليومية وجعل الناس يشعرون انهم في زريبة وليس في عاصمة محافظة طويلة عريضة ومدينة عريقة تعود بتاريخها لمئات السنين فالحوطة مدينة الفل والفن أصبحت اليوم عاصمة الزبالة.
لامبالاة الاهمال الذي طال هذا القطاع الحيوي والهام لأي مدينة تعتبر عاصمة محافظة والقى بظلاله على مختلف الفئات ولد حالة من الاحباط حسب توضيح محسن درويش احد اهالي المحروسة ما افرز حالة من عدم الثقة بين المواطنين وجهات الاختصاص وعزز اللامبالاة لدى الناس ما جعل المشكلة تتعاظم وتتفاقم كل يوم دون تحرك من الجهات المعنية وأصبح رؤية أكوام القمامة على قارعة الطريق مشهدا مألوفا في عاصمة الفن ومدينة الشعراء.
اكثر من تساؤل مصادر عاملة داخل صندوق النظافة كانت قد تحدثت في اوقات سابقة لأكثر من وسيلة اعلامية بان هناك عمليات فساد في صندوق النظافة والتحسين اثرت على جودة الخدمة ومستوى الاداء ما طرح اكثر من تساؤل واثار اكثر من علامة استفهام عن دور الجهات المعنية وغياب دور المحافظ والمكتب التنفيذي للمحافظة.
على قدم وساق للتعرف اكثر على طبيعة الوضع وحقيقة ما يدور داخل صندوق النظافة والتحسين يؤكد القائمون على الصندوق بان الوضع خلاف ما يعتقد الكثيرون وان الامر تحسن عما كان عليه في السابق، مشيرين أن الاعمال جارية على قدم وساق في مختلف ارجاء مدينة الحوطة سيما فيما يتعلق بإيقاف طفح المجاري وبخاصة في الشارع العام وبعض الشوارع الخلفية للمدينة.
حملات متتالية وكما هو ملاحظ فان القيادة الحالية لصندوق النظافة والتحسين تبذل ما بوسعها وهو ما يبدو جليا من خلال جملة من الانشطة ابرزها الحملات التي تستهدف الحوطة وشوارعها الداخلية كما حدث في الحملة التي نظمت اواخر اغسطس الماضي وبإشراف مباشر من مدير عام الصندوق امين الشحيري حيث تم استهداف الاكوام المكدسة من القمامة والمخلفات الصلبة بحيث تم رفع ما يزيد عن 300الف كيلو من المخلفات مع العلم ان القلاب الواحد المعد لعملية النقل يتسع لنحو 18الف كيلو من القمامة والمخلفات الصلبة.
حجر عثرة ومع الاصرار الكبير الذي بدأ المواطنون في تلمسه لتحسين مستوى الاداء الا ان الصندوق دائما ما دأب على الاعتراف بان هناك جملة من الصعوبات تواجهه عمله وبخاصة الامكانيات المحدودة التي تقف حجر عثرة امام نشاط الصندوق وفاعليته مع الاشارة الى ان التنسيق قائم ومتواصل مع الجهات ذات العلاقة وبخاصة قيادة المحافظة لتجاوز هذه المشكلة.
قلق دائم هناك قلق دائم من تحديات واقع النظافة في عاصمة محافظه لحج وهو قلق لا يقف عند حدود الداخل بل يمتد ليصل الى جهات ومنظمات خارجية كمنظمه أوكسفام البريطانية حيث تسلم الصندوق منها معدات ومواد تقدر قيمتها ب 14500 دولار من بينها 150 جاري نقل قمامة و40 قطعة مجارف فرنسي وغيرها من الادوات الاخرى الضرورية لعمل صندوق النظافة في المحافظة.
قضية حياة ما يتوجب قوله في نهاية المطاف ان نظافة مدينة الحوطة ليس بالأمر الهين الذي يخضع للظروف او يتماشى مع ما هو متاح بل هو قضية حياة او موت جمال او قبح فن او عفن. كما ان مسئولية نظافة مدينة الحوطة لا تقف على عاتق صندوق النظافة بالمحافظة أو السلطات المحلية بل أنها مسئولية الجميع وفي مقدمتهم مواطني المدينة وكافة الزائرين اليها من مختلف مديريات المحافظة.